عن الأثمان التى كان على المحاصِرين في بلنسية (الأندلس، جـ ١٣، سنة ١٩٤٨, ص ١٤٠) وفى تلمسان (العبر، جـ ٧، ص ٩٦، ترجمة De Slane، جـ ٣، ص ٣٧٧) أن يدفعوها نظير حصولهم على الطعام.
ولقد أدت المدد الطويلة التى اقتضتها بعض الحصارات إلى قيام جيش الحصار بتحويل معسكره الحربى (محلة) إلى مدينة بمعنى الكلمة، ذات أسوار محصنة ومساجد جامعة وحمامات وأسواق. وأشهر المدن التى من هذا القبيل مدينة المنصورة في مواجهة تلمسان، ومدينة سانتافيه التى أقامها ملوك الكاثوليك سنة ١٤٩١ خلال حصار غرناطة، ويذكر المؤرخون كثيرًا من المدن الأخرى التى قامت على هذا النحو.
حسن شكرى [ج. س. كولان G.S. Colin]
[٣ - بلاد فارس]
من المؤكد أن الأساليب الفنية لحصار الحصون واستخدام آلات الحصار، كانت معروفة في بلاد فارس قبل الفتح الإسلامى، فقد كان ثمة مهندسون ماهرون في العصر الساساني (راجع Christensen في L' Iran sous les sassanids) . ومن المحقق أن سلمان الفارسى الذى يزعمون أنه فارسى، هو الذى هدى المسلمين إلى حفر خندق دفاعى على الجانب الغربى للمدينة لحمايتها من غارات قريش سنة ٥ هـ (٦٢٧ م) زد على ذلك أن الفرس أقاموا أسوارًا دفاعية لصد البرابرة الأجانب في عدة مناطق استراتيجية مثل دربند على الشاطئ الغربى لبحر قزوين، وجالوس، وفى قزوين لوقف غارات السلب والنهب التى كان يشنها الديلم (انظر المسعودى: مروج الذهب، جـ ٢، ص ١٩٦ - ١٩٧، وعن سور أنو شروان وبنائه انظر أيضًا جـ ٩، ص ٥ وما بعدها) وقد ظل هذا التقليد متبعًا فى العصور الإسلامية (انظر الطبري جـ ٣، ص ١٢٧٥، عن الأسوار التي بناها في تميشي بجرجان قائد إيرانى من أهل البلاد سنة ٢٢٤ هـ الموافقة ٨٣٩ م).
أما عرب الصحراء فكانوا بعيدين كل البعد أو يكادون عن معرفة الأساليب