سوريا وفلسطين، وحاول القائد الأرمنى بدر الجمالى عبثا أن يحتفظ بسلطة الفاطميين فى دمشق لكن باءت جهوده بالفشل سنة ٤٥٥ - ٤٥٦ هـ (١٠٦٣ - ١٠٦٤ م) ومرة أخرى سنة سنة ٤٥٨ - ٤٦٠ هـ (١٠٦٦ - ١٠٦٨ م)، واحترق المسجد الأموى سنة ٤٦١ هـ/ ١٠٦٩ م أثناء نزاع عسكرى بين عناصر مغربية وأخرى مشرقية فى الجيش. وفى سنة ٤٦٨ هـ/ ١٠٧٦ م احتل دمشق القائد الفاطمى المنشق التركمانى أتسيز بل هدد القاهرة ذاتها سنة ٤٦٩ هـ/ ١٠٧٧ م، وابتداء من سنة (٤٧١ هـ/ ١٠٧٩ م كان لدمشق أمير سلجوقى، وفى سنة ٤٦٣ هـ/ ١٠٧١ م استولى أتسيز على القدس التى انتقلت بعد ذلك إلى سقمان ابن أرتق، ولم يبق فى يد الفاطميين من فلسطين سوى عسقلان التى احتلها الصليبيون سنة ٥٤٨ هـ/ ١١٥٣ م -وعدد قليل من مدن الساحل، ولم تنجح أى محاولة من محاولات بدر الجمالى لإعادة الشام لحوزة الفاطميين.
[العلاقات مع صقلية وشمال أفريقيا]
أما عن العلاقة مع الشمال الأفريقى فإن الروابط كانت قد بدأت بالفعل فى التفكك فى عهد العزيز، وكان يحكمه منصور بن بلكين فى الفترة من ٣٧٣ - ٣٨٦ هـ/ ٩٨٤ - ٩٩٦ م. وفى عهد الحاكم ظهرت بعض المشاكل فى برقة وطرابلس. وفى ٤٤٣ هـ/ ١٠٥١ م قطع المعز بن باديس علاقته تماما بالفاطميين وأعلن هذا الأمير الصنهاجى ولاءه للخليفة العباسى فى بغداد، وقد تم اجتياح قبائل بنى هلال لأفريقية بموافقة الوزير الفاطمى اليازورى على سبيل الانتقام، وفى ٥١٧ هـ/ ١١٢٣ م قدم الأمير حسن بن على البيعة للخليفة الفاطمى الآمر وطلب منه التدخل لدى روجر الثانى الصقلى لوقف هجماته على أفريقية، إلّا أنه يمكن القول إن العلاقة ظلت مقطوعة مع الخلافة الفاطمية فى القاهرة أكثر من نصف قرن.
وفيما يتعلق بصقلية فقد ظلت مستقلة فعليا وظل الأمراء الكلبيون أقرب إلى الزيديين فى أفريقيا ومع هذا