للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فى تاريخ عثمانى أنجمنى مجموعة سى، رقم ٤١ - ٤٣؛ وتجد وصف حالة تركية العامة فى عهد سليم الثالث فى:

(١٣) Tableau de L'Empire Othoman: Mouradgea d'Ohsson، باريس ١٧٨٨ و ١٨٢٠.

(١٤) Etat actuel de la Turquie: Thornton، باريس ١٨١٢.

صبحى [كرامرز J.H.Kramers]

[سليم بن منصور]

تنتمى هذه القبيلة القوية النشيطة إلى القيسية أو إلى قيس عيلان ولم تظهر على صفحات التاريخ إلا فى منتصف القرن السادس الميلادى. وتقوم منازل هذه القبيلة على طول حدود نجد والحجاز، ويتاخمها من الشمال أرض المدينة ومن الجنوب أرض مكة. وكان جيرانها من الشرق قبائل غطفان وهوازن وهلال وهى من بنى عمومتها؛ والظاهر أن ناحية السليمية كانت تنعم برخاء وافر حتى نهاية العهد الأموى. فقد كانت موطن حرات بركانية متعاقبة ومراكز تعدين وتلال حافلة بالغابات، وواحات استغلت استغلالًا حكيمًا رشيدًا. ومن هذه الواحات الرَبذَة التى اشتهرت بإقامة أبى ذر فيها، وفَرَان ومعْدن البُرم، وصُفَيْنة، وسوارقية وغيرها. ولا تزال الواحتان الأخيرتان باقيتين. وتمتد واحة سوارقية مرحلة عدة أيام، وهى عامرة بأشجار الموز والرمان والأعناب ناهيك بأحراج النخيل، وكانت قبيلة سليم تملك جيادًا كثيرة، ويعد ذلك آية من آيات النعيم الأخرى فى الصحراء.

وكانت قبيلة سليم على صلات طيبة بيهود المدينة، وقد أدرك رجال المال والأعمال القرشيين منذ عهد متقدم ألا مناص لهم من عقد أواصر الصداقة مع قبيلة سليم التى كانت تملك المصادر المعدنية وتشرف على الطريق الموصل إلى المدينة وينفذ منها من يريد بلوغ نجد والخليج الفارسى. وقد تحالف كثير من الأسر المكيّة مع سليم واشترك معها فى استغلال ثروات البلاد