كان عمران وحنة عاقرين. وفى أحد الأيام، رأت حنة طائرًا على شجرة يطعم صغاره مما أثار حنينها للولد. ودعت اللَّه إن استجاب لها فلتنذر ما فى بطنها للَّه.
وغفلت أن يكون ما فى أحشائها أنثى، والشريعة اليهودية لا تجيز أن تعمل الأنثى فى المعبد، إلا أنها دعت اللَّه أن يتقبلها ويعيذها من الشيطان الرجيم وسمتها مريم أى "العابدة".
تربت مريم عليها السلام فى محراب بالمعبد بعناية اللَّه وكفالة زكريا عليه السلام -حيث توفى عمران قبل ميلادها وفقًا للمصادر الإسلامية غير القرآنية- بوصفه زوج خالتها، إلا أن الأحبار لم يعترفوا بهذه الكفالة إلا بعد أن احتكموا للَّه بإلقاء أقلامهم فى النهر حيث غاصت جميعها إلا قلم زكريا عليه السلام الذى طاف على المياه فاستحق كفالتها. وكلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا من عند اللَّه.
وأوردت المصادر الإسلامية غير القرآنية عن شخص يدعى جريج كان يعمل نجارًا وتقدم لخطبة مريم عليها السلام، وكان أول من انتبه إلى حملها وآمن بالمعجزة الألهية.
[٢ - بشارة عيسى عليه السلام]
تعد القصة التى وردت فى سورة مريم أكثر تفصيلًا من غيرها وفيها أنها انتبذت من أهلها مكانا شرقيًا واتخذت من دونهم حجابًا، والمفسرون لم يحددوا مفهوم المكان الشرقى إن كان المقصود به شرق بيت المقدس أو الجانب الشرقى من بيتها الذى كانت تعتزل فيه الناس لتتعبد، وتشير المصادر الإسلامية إلى أن المخاض جاءها إلى جذع النخلة وأن جبريل عليه السلام ناداها من تحتها ألا تخاف وألا تحزن وأن تهز إليها بجذع النخلة وتأكل الرطب الساقط وأن تصوم عن الكلام نذرًا للَّه تعالى وقد حدث كل ذلك أثناء هجرتهم إلى مصر وفقًا للمصادر المسيحية.
ويرى المفسرون المسلمون أن امتناع مريم عليها السلام عن الكلام سببه تجنب الأسئلة الملحة وهو أمر لم يرد عند النصارى، وإن تردد عند البعض منهم أن مريم عليها السلام كانت فى السادسة عشرة من عمرها عندئذ.