الأنواع البديعية عن ذلك كثيرا حتى وصلت إلى مائة وأربعين نوعا.
واول من نظم قصيدة سرد فيها أشكال البديع وسميت من ثم "بديعية" الشاعر صفى الدين الحلى المتوفى عام ٧٥٠ هـ ومطلع بديعيته:
إن جئت سلعا فسل عن جيزة العلم ... وأقر السلام على عرب بذى سلم
جمع فيها مائة وأربعين نوعا وجعل كل بيت منها مثالا شاهدا لذلك النوع وذكر اسم النوع البديعى إلى جانب البيت وسمى منظومته "الكافية البديعية" وله عليها شرح لطيف، وتلاه عز الدين الموصلى المتوفى في حدود عام ١٣٩٧ م ومطلع بديعيته:
براعة تستهل الدمع في العلم ... عبارة عن نداء المفرد العلم
وعقبة تقى الدين بن حجة الحموى المتوفى عام ٨٣٧ هـ (١٤٣٣ م) ومطلع بديعيته:
لي في ابتداء مدحكم يا عرب ذي سلم ... براعة تستهل الدمع في العلم
والتزم فيها تسمية النوع وعلق عليها شرحا مطولا أصبحت به بديعيته سفرا جليلا سماه "خزانة الأدب"، وتلاه عبد الغنى النابلسى المتوفى عام ١١٣٤ هـ (١٧٣١ م) (ونظم بديعيتين لم يلتزم في أولاهما تسمية النوع والتزمها في الثانية، ومطلع الأولى:
يا منزل الركب بين البان فالعلم ... من سفح كاظمة حييت بالديم
ومطلع الثانية:
يا حسن مطلع من أهوى بذى سلم ... براعة الشوق في استهلالها ألمى
وسمى منظومته "نسمات الأسحار".
ثم هناك بديعيات أخرى بعد ذلك. وكل هذه البديعيات من بحر البسيط وعلى روى الميم وكلها في مدح النبي وفي مدح أصحابه.
عبد الوهاب حمودة
[بديع الزمان]
(٣٥٨ - ٣٩٨ هـ) أبو الفضل أحمد بن الحسين بن سعيد بن يحيى بن