سلطانها أحد؛ لم يكن إلا مواجهة مماليك زوجها الأول المستهترين الجشعين، ولو كان فى ذلك تعارض مع مصلحة أيبك. وقد دفعها تعطشها إلى الجاه والسلطان إلى منعه من زيارة زوجته الأولى وابنه، ولما علمت بعد أنه يفكر فى الخلاص منها ويسعى إلى الزواج بأميرة من بلاد ما بين النهرين من بيت زنكى عرضت على أمير حلب أن يتزوجها وكان هذا بمثابة سباق بين الاثنين يسعى فيه كل منهما إلى الخلاص من الآخر أولا. واستطاعت بما أظهرته لأيبك من ود عظيم أن تقضى على الشكوك التى تعتلج فى نفسه وأن تستدرجه إلى مقرها فى قلعة القاهرة، وهناك قتله مملوكان مخلصان فى حمامه بذلك القصر (٦٥٥ = ١٢٥٧ م) وقبل إنها ضربته بقبقاب عندما هاجمه المملوكان واستنجد بها، وقيل أيضا إنها ندمت وحاولت عبثا أن تحول دون قتله، ولكنها لم تفلح فى أن تجد ضابطا من المماليك يشاركها المسئولية، فقد تحول عنها الجميع مشمئزين من القاتلة، وقبض عليها الفريق الآخر وضربتها إماء زوجة أيبك الأولى بالقباقيب حتى ماتت، وقد ألقى جثمانها فى خندق القلعة وظل أياما لا يدارى سوءته حد، ثم دفن من بعد فى الضريح الصغير الذى لا يزال قائما فى القاهرة. لقد كانت شجرة الدر أقوى امرأة شهدها العصر الإسلامى، على أنها لم تفعل شيئا من الخير خلال حكمها.
[المصادر]
(١) أبو الفداء فى Recuiel des historiens des croisades. Hist. Orientaux، جـ ١، فى مواضع متفرقة.
(٢) المقريزى: الخطط، جـ ٢، ص ٢٣٧ - ٢٤٨.
(٣) السلوك. ترجمة Quatremere، جـ ١، ص ٧٢ وما بعدها.
(٤) Geschichte der Chalifen: Weil، جـ ٣، ص ٤٨٣ - ٤٨٧؛ جـ ٤، ص ٤ - ٨؛ وانظر فيما يتصل بقبرها M.I.F.A.O جـ ١٩، ص ١١١ وما بعدها و ٧٢٨ (مع بعض التعليقات الهامة عن السلطانة بقلم بعض الكتاب الأوربيين فى Anm جـ ٣) و ٧٣٠