عمر بن الخطاب فى النهر تطلب منه أن يفيض إن كان من عند اللَّه، كما كانت تقدم فى أوقات متأخرة عروس رمزية للنيل فى عيد الصليب المسيحى، ويذكر إدوارد لينى أن هناك عمودا من الأرض بالقرب من خزان قناة القاهرة يطلق عليه اسم العروسة. . وهذا بالإضافة إلى عادة الاستحمام فى النيل وكان يمارسها المسلمون والمسيحيون على السواء فى عيد الغطاس وإن عاد فأشار إلى هذا الاحتفال مرة أخرى ولكنه أهمل الإشارة إلى اشتراك المسلمين. وكان الاستحمام فى النيل يعتبر بركة وقد ظلت الجنادل أعلى أسوان ولفترة طويلة عائقا أمام وصول الإسلام إلى الدول التى تتاخم النيل والتى تقع إلى الجنوب من مصر، الأمر الذى يتناقض مع الدور الذى لعبه النيل فى إدخال المسيحية إلى النوبة، وقد دخل الإسلام ببطء إلى النوبة وانتشر فى السودان فى القرن التاسع عشر فقط وقد ذخر الأدب العربى بقصائد المديح فى النيل. ويذكر المقريزى بعض تلك القصائد ومن بين الشعراء الذين ذكرهم "تميم ابن المعز"(المتوفى عام ٣٧٥ هـ/ ٩٨٥ م) و"ابن قلاقس"(المتوفى عام ٥٦٧ هـ/ ١١٧٢ م) ويذكر ياقوت بعض القصائد التى ينسبها إلى أمية بن أبى الصلت" ويحتمل أن يكون هو أبو الصلت أمية بن عبد العزيز (المتوفى ٥٢٨ هـ/ ١١٣٤ م) الذى كتب الرسالة المصرية وربما تكون أقدم القصائد العربية عن النيل هى تلك الموجودة فى "ديوان" ابن قيس الرقيات، شاعر البلاط لعبد العزيز بن مروان فى بداية القرن الثامن. ويقول ابن زولان فى كتابه فضائل مصر إنه ألف كتابا عن أهمية النيل وصفاته ويبدو أنه فقد. وهناك بحث بعنوان تبصرة الأخيار فى نيل مصر وأخواته من الأنهار من تأليف "جلال الدين المحلى" (المتوفى ٨٦٣ هـ/ ١٤٥٩ م) والسيوطى بالإضافة إلى مؤلفين صغيرين.
[المصادر]
(١) على مبارك: الخطط التوفيقية.
(٢) عمر طوسون: مذكرات حول تاريخ النيل (القاهرة ١٩٢٥).
(٣) Edward Lane: Manners and Custams of Modern Egyptians