للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فظل بها حتى استدعاه زياد بن أبيه سنة ٤٥ هـ ثم عاد مرة أخرى إليها (أى إلى خراسان) وخرج بالعسكر فاحتل مرو بعد هزيمة حاكمها فى وقعتى مرو الروذ وهرات، وأراد الخليفة عبد الملك بن مروان استخدامه ليخرج على عبد اللَّه بن الزبير فأبى، فغدر به بمرو "بكير بن وشاح" الذى انضم إلى عبد الملك وأمسك بابن حازم السلمى وقتله سنة ثلاث وسبعين هجرية ولا تخلو بعض أخباره من الطابع الأسطورى.

[المصادر]

(١) البلاذرى: فتوح البلدان، ليدن ١٨٦٦، ص ٣٥٦، ٤٠٩، ٤١٣.

(٢) اليعقوبى: تاريخ، ليدن ١٨٨٣، الجزء الثانى، ص ٢٥٨، ٣٢ - ٣٢٤.

د. حسن حبشى [هـ. أ. ر. جب H.A.R.Gibb]

عبد اللَّه بن الحسن

عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن الزعيم العلوى الذى أحسن الخلفاء الأمويون معاملته وأكرمه الخليفة العباسى الأول أبو العباس السفاح إكراما ملحوظا حين وفد عليه وهو فى الأنبار. على أنه لما عاد إلى المدينة ارتاب فيه الخليفة المنصور، وكان الذى جلب عليه غضب بنى العباس ولداه محمد وإبراهيم لأنهما لم يفدا للسلام على الخليفة مع من وفدوا من الهاشميين حين خرج المنصور أميرا للحج، وكان غضبه منه أعظم من غضبه على من سواه حين استفسر بعد توليه الخلافة عما منعه من السلام عليه فحاول الهاشميون تبرير تغيبه. غير أن الحسن ابن زيد حذر المنصور من هذا العلوى الخطير، ولذلك حاول المنصور أن يحتال على محمد فكلف أحد رجالاته باستمالته إليه بالخلع والهدايا، وبالكتب يبعثها إليه من خراسان حتى يطمئن قلبه فجازت الحيلة على عبد اللَّه بن الحسن وبين له عزم الثوار العلويين على الانتفاض فنقل ذلك إلى الخليفة المنصور الذى أسرَّها فى نفسه حتى إذا حج ثانية سنة مائة وأربعين للهجرة دعا عبد اللَّه لزيارته فزاره وأظهر ولاءه له، وحينذاك ظهر "عقبة" فجأة فأدرك عبد اللَّه أن قد غرر به إذ أمر الخليفة