للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكتب أصول الفقه ليست مقصورة بطبيعة الحال على القرآن والسنة، ومع ذلك فقد سيقت الاعتراضات بين الجماعة على كل محاولة ترمى إلى أن تضيف إلى هذين المعيارين الموضوعيين التاريخيين بعض العناصر الذاتية مثل الإجماع أو القياس. ونجد فى الروايات آثارًا لهذه المعارضة: "عن ابن مسعود وحذيفة أنهما كانا جالسين فجاء رجل فسألهما عن شئ، فقال ابن مسعود لحذيفة: لأى شئ ترى يسألونى عن هذا؟ قال: يعلمونه ثم يتركونه. فأقبل إليه ابن مسعود فقال: ما سألتمونا عن شئ من كتاب اللَّه تعالى نعلمه أخبرناكم به أو سنة من نبى اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أخبرناكم به، ولا طاقة لنا بما أحدثتم" (الدارمى المقدمة، باب ١٦). ومما لا يخلو من مغزى أن البخارى قد عنون كتابا من صحيحه بعنوان "الاعتصام بالقرآن والسنة".

ومهما يكن من شئ فإن المذاهب الأربعة قد تخلت عن هذا الاتجاه، وأخذ الإجماع والقياس مكانهما بين أصول الفقه. وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج والوهابية فضلا عن الشيعة (١).

ويجب ألا نخلط بين الاصطلاح "السنة" فى نظرية الأصول وبين النوع الثانى من الأحكام الخمسة التى يتناولها الشرع، وهو النوع الذى يعرف أيضا باسم السنة. انظر فى هذا الشأن مادة شريعة.

[المصادر]

(١) Handleiding tot de Kennis van de Mohammed aansche wet: Th.W.Juynboll ليدن سنة ١٩٢٥ ص ٣٤ وما بعدها.


(١) عبارة الكاتب فى هذه الفقرة مخلة الإيجاز، وأحسبه يريد أن يقول: إن المذاهب الأربعة قد تخلت عن الاتجاه إلى أن لا طاقة لها بما أحدث الناس، فكان القياس والإجماع أصلين مع الكتاب والسنة. . وغير الأربعة من الفقهاء لا يوافق على بعض هذه الأصول، لوجه من أوجه الخلاف. . وفى عبارة الكاتب هنا ما يوهم، كقوله: وهذه الأصول الأربعة لم يعترف بها قط الخوارج. . . إلخ فليس بين المسلمين أحد لم يعترف قط بهذه الأصول الأربعة والقرآن مثلا أصل الأصول. . . لا يخالف فى ذلك مسلم.
ولا حاجة بالقارئ إلى تتبع مختلف المذاهب فى بعض هذه الأصول فلهذا مكانه فى المواد الخاصة بها. . .أمين الخولى