والناثر (إلياس قنصل)(١٩١٤ - ١٩٨١ م) الذى خلف شقيقه الأصغر زكى (الذى هاجر للأرجنتين عام ١٩٢٨ م). وقد سيطرت على أعمال هذين الكاتبين، وأعمال "جورج صيدح" المشاكل الوطنية لأوطانهم وكذلك الرغبة فى مراعاة التعبير ومرونته ورقته.
وبشكل عام فإن تأثير (المهجر) على التفكير الأدبى العربى يظل حيًا حيث تبقى أشعاره ونثره حتى الآن، على أن الأخطر من ذلك كله هو ما كان لها من تأثير على الكتاب من ذوى النزعة الرومانسية فى المغرب والمشرق مثل المنفلوطى والشابى على سبيل المثال. وقد تمثل فكرهم النقدى خاصة فى (الغربال) لنعيمة والذى ساهم فى تشكيل أحد أبرز رموز النقد الحديث محمد مندور (١٩٠٧ - ١٩٦٤ م).
ويمكن استخلاص الخصائص المشتركة لأدب المهجر فى أمريكا الشمالية والجنوبية على النحو التالى:
سيطرة النزعة الشاعرية على الكاتب بحكم اغترابه والحنين للوطن، وعشق الطبيعة إلى حد التقديس، ووجدوا فى صور جمالها وصفائها السلوان والعزاء فى منافيهم البعيدة إضافة للتوق والولع بالتأمل فى الأشياء الدنيوية ببصيرة شاعرية وغنائية.
بهذه الخصائص، علاوة على الاختلافات الفردية والجماعية التى تتجلى فى أعمالهم، حازت بعض أعمالهم شهرة عالمية خاصة مثل "النبى"(لجبران) التى ترجمت لأكثر من خمسين لغة، وكتاب على بساط الريع لفوزى المعلوف. وكذا حازوا موقعًا فريدًا خاصًا فى الأدب العربى الحديث ويرجع هذا للطبيعة الفردية والخاصة لإنتاجهم الأدبى وإلى تجاربهم الفردية والخاصة.
[المصادر]
(١) أديب الباشا "لبنان بعد الحرب" القاهرة ١٩١٩ م.
(٢) السوريون فى الولايات المتحدة الأمريكية" القاهرة ١٩٢٢ م.