العدوانية، إذ أمره بعقد الصلح مع عبد اللَّه قطب شاه أمير كلكنده الذى كان قد حمل عليه، ومع ذلك فقد استولى على بيدر وكليانى فى حملة له على علىّ عادل شاه الثانى أمير بيجابور الذى كان قد خلف محمدا عادل شاه، وفى سنة ١٦٥٧ تواترت الأنباء بسوء صحة شاه جهان مما دعا أورنكزيب إلى شق عصا الطاعة، ثم بدأت المنافسة على العرش بينه وبين إخوته الثلاثة، وقد هزم أورنكزيب داراشكوه فى سموكره، وسلطان شجاع فى خجوة، وغدر بمراد بخش وألقاه فى السجن ثم قتله، واعتلى العرش فى آكره فى ٢١ يولية سنة ١٦٥٨ بعد أن سجن أيضا شاه جهان. ولم يسترد شاه جهان حريته قط، وتوفى فى حصن آكره فى ٢ يناير سنة ١٦٦٦ فى الرابعة والسبعين من عمره.
وكان شاه جهان أوفر المغول العظام ثروة، وقد تجلى ذوقه وعظمته فى تجديد وزخرفة آكره وفى تشييد مدينة دهلى الجديدة أو شاه جهان آباد حيث قضى الجانب الأكبر من شيخوخته التى اتسمت بالبذخ والترف، معتليًا عرش الطاوس المشهور الذى استغرق صنعه سبع سنوات؛ وكان شاه جهان على حظ قليل من المقدرة العسكرية، قاسيا غدارا ليس له وازع من ضمير، وقد اتصف بخلة تعوض هذه السيئات هى حبه الجم لزوجته ممتاز محل، الذى يعد قبرها البديع تذكارًا باقيا على الزمان، إلا أنها توفيت فى أوائل عهده، وكان فى حكمه مستبدا وإن كان قد أثنى عليه بعض المؤرخين المحدثين.
[المصادر]
(١) عبد الحميد اللاهورى: بادشاه نامه.
(٢) خوافى خان: منتخب اللباب (وكلاهما من سلسلة المكتبة الهندية لجمعية البنغال الآسيوية).
(٣) Storia do Mogor: Nicolas Manueci ترجمة W.Irvine، سلسلة النصوص الهندية، ١٩٠٧.
(٤) Oxford History of India ١٩١٩: Vinconit A.Snvth