يحلق الحاج أو يقصر، ومن ثم كثرت حوانيت الحلاقين فى المسعى.
ولا يبلغ السعى مرتبة المنسك القائم بذاته كالطواف حول الكعبة، وهى شعيرة يعد أداؤها ثوابا يجزى عليه المرء حتى إذا لم يعتمر أو يحج. والسعى مكمل لطواف العمرة أو القدوم أو الإفاضة"؛ ولم تتفق آراء الفقهاء فى تقدير شأنه، وهل هو واجب أم فريضة، أم سنة. ولا يفرض الشرع على الساعى وجوب التطهر الدقيق الذى يوجبه فى حالة الطواف.
والسعى شعيرة تجول تقتضى أن ينفق الساعى مدة فى الهرولة، وهى تشبه فى ذلك الطواف والإفاضة لعرفة المزدلفة إلخ. . وما من شك فى أنها كانت شعيرة قديمة قائمة بذاتها أصبحت مقترنة بشعائر الكعبة، مثلها مثل الإفاضة بالنسبة لشعائر عرفة والمزدلفة على أن الروايات الإسلامية جاهدت جهادا كبيرا ومن غير تردد فى وصل هذه الشعيرة بقصة إبراهيم عليه السلام ترك هاجر، ورأت هاجر أن إسماعيل قد أوشك على الهلاك من العطش، فهرولت من اليأس سبعة أشواط من جبل إلى جبل (١)، ويقال أيضًا إن إبراهيم قد شرع السعى لعبادة اللَّه، وهرول فرارا من الشيطان الذى كان قابعا ينتظره فى بطن الوادى.
[المصادر]
(١) Pelerinage de la Mekka: Goudefroy-Demombynes، ص ٢٢٥ - ٢٣٤، وهو يشير بصفة خاصة إلى الأرزقى، وقطب الدين، وابن جبير، وناصر خسرو، ومحمد الصادق، والبتنونى، وبورخارت Burkhadt وغيرهم.
خورشيد [جودفروى ديمومبين Gaudefoy-Demombynes]
[سعيد باشا]
خديو مصر من عام ١٨٥٤ إلى عام ١٨٦٣, ولد محمد سعيد أصغر أبناء محمد على باشا عام ١٨٢٢. وكان أبوه يعتد بابنه الرابع هذا اعتدادا كبيرا، فأرسله وهو فى التاسعة عشرة من
(١) لا يوجد قول آخر، فإن السعى سبعة أشواط بإجماع المسلمين. أحمد محمد شاكر