مصر، بهذا الاسم أيضًا، الذى أطلق فيما بعد على القاهرة.
[بوسورث C. E. Bosworth]
[مصر قبل الفتح العربى]
ظلت مصر البيزنطية لفترة طويلة إغريقية، رومانية الطابع فى الثقافة والإدارة، ولكن حدثت لها تغييرات هامة، مع الفتح العربى، غيَّرت بناءها الاجتماعى تغييرًا تامًا. وظلت بعض النظم البيزنطية قائمة فى مصر العربية لحوالى قرن من الزمان.
كانت اللغة اليونانية، هى لغة الإدارة فى مصر، خلال التبعية البيزنطية، وكتبت بهذه اللغة كل الوثائق الرسمية، فضلًا عن أنها كانت لغة التخاطب صع اللغة القبطية يتكلم بها علْيَةُ لقوم من المصريين. وعلى الجانب الآخر كان عدد كبير من المصريين لا يعرف الإغريقية ولا يتحدث بها. واستُخدمت النصوص اللغوية اليونانية فى المدارس، وكتب عدد قليل من شعراء المصريين أشعارهم بها على نسق شعراء الإغريق.
وارتبطت الهيلينية فى مصر ارتباطًا وثيقا بالوثنية، التى ظلت باقية. فى مصر رغم غلبة المسيحية، خصوصًا فى جنوب مصر حتى الفتح العربى.
وكانت الكنيسة المصرية غارقة فى خلاف دينى مستمر، بصدد مسألة العلاقة بين الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية للمسيح، وانفصلت كنيستها اليعقوبية عن كنيسة الدولة البيزنطية الملكانية. وفى الوقت الذى أدان فيه الإمبراطور البيزنطى اليعاقبة (المونوفيزيت) المصريين، أيد جانب الأرثوذكس الملكانيين فى مصر.
وفى زمن الفتح العربى لمصر، كان الإمبراطور البيزنطى قد عزل بطريرك الإسكندرية اليعقوبى "بنيامين"، وأحل مكانه قيرس (المقوقس) الأرثوذكسى. ونتج عن ذلك نتائج خطيرة؛ ذلك لأن بنيامين فضلا عن كونه زعيمًا لليعاقبة المصريين، كان من أسرة غنية من ملاك الأراضى أصحاب السلطة فى مصر. وكان ملاك الأرض المصريين أشبه ببارونات العزب الإقطاعيين، فكانوا هم وطبقة التجار، التى اشتغلت بالنشاط التجارى فى البحرين الأحمر والمتوسط، يمثلون الطبقة البرجوازية