للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استانبول، وهذا الحى الذى لم يدرس إلا دراسة سطحية يستحق دراسة أكثر عمقًا.

وتستمر سياسة تغيير اتجاه العمران التى بدأها العثمانيون بتنمية الأحياء السكنية فى الجيزة وإمبابة على الشاطئ الأيسر للنيل، وفى شبرا حيث أدى تشييد محمد على سنة ١٨٥٠ م. لأحد قصوره إلى تكوين ضاحية سكنية، وإلى العباسية وأخيرا إلى جاردن سيتى ومصر الجديدة.

ويكشف تاريخ تعمير القاهرة عن حركة متجددة تجاه شمال الفسطاط إلى القطائع. وظلت المدينة، وعلى الأخص التى أحاطها سور صلاح الدين، المركز الهام الذى هيأها لأن تكون مقرًا لدور الحكومة وأصبحت أيضًا منذ القرن التاسع عشر مركز التجارة بفضل التخطيط العمرانى الأوربى الذى فرض على حى الأزبكية. غير أن المقابر التى تحيط حاليا بالمدينة والتى تعد فى نظر الزائر الطابع العمرانى اللافت للنظر للقاهرة، لم تتبع نفس التطور.

[المقابر]

استخدمت القرافة الكبرى، وهى المكان الرئيسى للدفن منذ الفتح العربى استخداما تاما خلال العصر الفاطمى، وأصبحت مركز زيارة هامة لأهل السنة بفضل إنشاء الأيوبيين لمدرسة بالقرب من ضريح الإمام الشافعى (الضريح الحالى أقامه الملك الكامل محمد سنة ٦٠٨ هـ/ ١٢١١ م). وإلى الجنوب من هذه القرافة تطالعنا مجموعة من المشاهد الفاطمية أهمها مشهد يحيى الشبيهى الذى شيد نحو سنة ٥٤٥ هـ/ ١٥١١ م) ثم مشهد الإمام الليث الذى أعاد بناءه السلطان الغورى سنة ٩١١ هـ/ ١٥٠٥ م وتناولته يد الترميم فى سنة ١٢٠١ هـ/ ١٧٨٦ م، ثم خانقاه وضريح شاهين الخلواتى (٩٤٥ هـ/ ١٥٣٨ م) وقبة سيدى عقبة التى أعاد بناءها محمد باشا السلحدار فى سنة ١٠٦٦ هـ/ ١٦٥٥ م ورممت فى سنة ١٠٩٩ هـ/ ١٦٨٨ م والتى تعرف باسم السادة الوفائية. غير أن بقايا آثار العصر المملوكى هى الأكثر وضوحا اليوم، ولكن الدراسة التفصيلية تتيح لنا دون شك تحديد