للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علينا أن نفهم من كلمة "مثل" شيئا أوسع دائرة من:

١ - المثل بمعناه الغربى، فالمثل يشمل أيضًا:

٢ - الأقوال السائرة، كما يشمل مجموعة واسعة من المقارنات التى تصاغ على وزن "أفعل من".

٣ - الحكم والأقوال التى يمكن أن تصادفها فى "الأحاديث" من قبيل الحكم والأقوال المأثورة بما فى ذلك الشعارات والحكمة الشخصية.

٤ - صنع الكلام الجاهز أو الكلمات والمحاورات -فى صيغة التمنى أو التعجب- التى نستخدمها فى مخاطبة الآخرين وتحيتهم، وفى الصلاة، أى التى نستخدمها فى الكلام بصفة عامة.

٥ - الحكاية الرمزية ذات المغزى الأخلاقى كما هو الحال فى الشرق القديم.

ثانيًا: الأمثال العربية

يعد كتاب "الأمثال" لأبى عبيد (ت ٢٢٤ هـ/ ٨٣٨ م) أقدم مجموعة أمثال تم تجميعها وهو يضم ما يقرب من ١.٤٠٠ مثل أو أقل قليلا، ورتبت ترتيبًا منهجيا إذ قسمها إلى تسعة عشر بابا تتفرع إلى ٢٥٩ فصل فرعيا بالإضافة إلى أحد عشر فصل فى الملحق. ويمكن تقسيم هذه الأمثال إلى ثلاث طبقات:

١ - أمثال ما قبل الإسلام.

٢ - أمثال نشأت فى فجر الإسلام ومراكزه الدينية السياسية.

٣ - أمثال ترجع إلى فترة حكم الخلفاء العباسيين الأوائل.

١ - أما أمثال الطبقة الأولى (ما قبل الإسلام) فهى رغم نسبتها لفترة ما قبل الإسلام مستمدة فى معظمها من مرويات فى القرن الثانى الهجرى/ الثامن الميلادى. ففى سياق التغنى بماضى العرب المجيد والذى شجعته الميول الباكرة المعادية للشعوبية كانت رواية الأخبار والأشعار وبعض الآثار الخاصة بعصر ما قبل الإسلام، تجرى على أشدها فى مراكز الحضر كما كان الطلب عليها شديدًا سواء فى البلاط أو فى مراكز السلطة المختلفة. وأيًّا ما حوت هذه القصص والأخبار من أفكار