للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سنائى]

أبو المجد مجدود بن آدم الغزنوى، من أشهر الشعراء الذين عاشوا فى بلاط الملوك الغزنويين المتأخرين، وكان معاصروه هم سيد حسن، وعثمان مختارى، وعلى فتحى، ومحمود وراق؛ وكان سنائى يتكسب من الشعر ينظمه فى مدح الملك وأعيان الدولة، واتفق فى يوم من الأيام أن سمع رجلًا معروفًا غريب الأطوار من أهل غزنة يندد به وقد استخفه الشراب قائلًا: "سنائى الشقى الذى ينفق وقته فى نظم قصائد المديح يستجدى بها العظماء، ولسوف يلجم لسانه يوم الحشر حين يسأل عما قدمت يداه" فغلبه الندم على أمره، وترك غزنة إلى مرو حيث عاش عيشة الزهد مريدًا للشيخ أبى يعقوب يوسف، وقد حدث ذلك فى عهد إبراهيم (١٠٥٩ - ١٠٩٩)، الملك الحادى عشر من الملوك الغزنويين.

ونظم سنائى، علاوة على ديوانه الذى يشتمل على ٣٠.٠٠٠ بيت من الشعر، "حديقة الحقيقة"، وهى منظومة فى الأخلاق والدين، استنكرها فقهاء غزنة استنكارًا شديدًا حتى بعثوا بها إلى بغداد ليحكم فى أمرها أئمة الفقهاء وأهل الشريعة، ولكن خاب فألهم عندما قال هؤلاء العلماء بأن المنظومة ليس فيها خروج على السنة، وقفل سنائى بعد ذلك راجعًا إلى غزنة ولكنه ظل متمسكًا بحياة الزهد [وقد خلف سنائى عدا حديقة الحقيقة ستة مثنويات أخرى هى: طريق التحقيق، وغريبنامه، وسير العباد إلى المعاد، وكارنامه، وعشقنامه، وعقلنامه، وقد شرح عبد اللطيف بن عبد اللَّه العباسى "حديقة الحقيقة" وهو الذى كان يكتب ويؤلف أيام شاه جهان إمبراطور [المغول].

ويقال إن بهرام (١١١٨ - ١١٥٢ م)، الملك الخامس عشر من الملوك الغزنويين أراد أن يزوج سنائى أخته فرجاه سنائى أن يعفيه لأنه لا يسعى إلى ثروة أو جاه دنيوى، وروى أن سنائى توفى سنة ٥٢٦ هـ (١١٣١ م)، كما يروى أنه توفى سنة ٥٧٦ هـ (١١٨١ م)، على أن من المستبعد كثيرًا أن تكون وفاته فى سنة ٥٧٦ هـ؟