مراكش فى شوال سنة ٥٤١ هـ (= أبريل ١١٤٧ م) وحينذاك أمر عبد المؤمن ببناء عاصمة جديدة قرب جامع الكتبيين وأخذ عبد المؤمن فى تنظيم دولته وتدعيمها فحكم السيف فى رقاب من شك فى ولائهم للعقيدة، ثم شرع فى مد حدود مملكته فى المغرب وتأهب لضم أفريقية التى كانت تعانى شدة ضعف أسرة صنهاجة الحاكمة فى بجاية والقيروان كما استولى النورمنديون بقيادة روجر الثانى ملك صقلية على بعض موانى إفريقية فأعلن عبد المؤمن الجهاد فاستولى على بجاية وقلعة بنى حماد وخلف عبد المؤمن فى المغرب قائده عمر التهتانى وانتزع المهدية من أيدى النرمان فى جمادى الآخرة ٥٥٥ هـ (= يناير ١١٦٠ م) كما استولى فى هذه الحملة على سوسة والقيروان وصفاقص وقابس وطرابلس الغرب.
ثم كانت الخطوة الأخيرة للموحدين فى دخولهم أسبانيا بدءا من سنة ٥٣٩ هـ (= ١١٤٥ م) كما انضم إليهم قائد سفن المرابطين وهو ابن ميمون، ثم استسلمت غرناطة سنة ٥٤٩ هـ (= ١١٥٧ م) واسترد المرابطون المرية من أيدى النصارى وحينذاك رأى عبد المؤمن أن يذهب إلى الأندلس وجعل قاعدته جبل طارق فبقى هناك شهرين ثم عاد إلى مراكش فى مستهل ٥٥٨ هـ وجعل جنده تعسكر فيما عرف برباط الفتح (وهى المعروفة الآن بالرباط) وقد عزم على متابعة فتح الأندلس ولكن فاجأه المرض فمات فى جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة فحملوا رفاته إلى "تبز ملال" ودفنوها فى قبر المهدى ابن تومرت ولقد لقبه أتباعه قبل موته بأمير المؤمنين، على حين كان المرابطون يستعملون فقط لفظ "أمير المسلمين" واعترف بسلطان العباسيين الروحى.
[المصادر]
(١) الزركشى: تاريخ الدولتين، تونس ١٢٨٩ هـ.
(٢) ابن خلكان: وفيات الأعيان، جوتنجن ١٨٣٥ - ١٨٥٠، الجزء الأول، ٣٩٠ - ٣٩١.
(٣) C. A. Julien: Histooire de l.Afrique du Nord de la conqu'te arabe ete arabe a' ١٨٣٠, paris ١٩٥٢, ٩٣ - ١١٢