الأدبية فقد صادف هذا اهتماما فى الدوائر الشرقية والأوروبية.
أما فى المجال الدينى فالظاهر أنه لم يكن ترضيه أية عقيدة فهو شاك ساخر واقعى مادى يجرى وراء الأمجاد والمبهجات، ومع ذلك فقد كان رجلا ثوريا وعلى الرغم من انضمامه إلى الحركة الإسلامية فقد أثنى الثناء العطر على مبادئ الثورة الفرنسية، ومع أنه ثار ضد الاقطاع وجميع أنواع الاستعباد وكان مؤيدا للمساواة بين الناس وتحرير المرأة وناقدًا سياسيا واجتماعيا إلا أنه عاش وكتب ما يتفق وأوامر السلطان أو الخديوى.
وعلى الرغم من كل هذا التناقض الوجدانى الثقافى والنظرة العامة للأمور إلا أننا لا نستطيع أن نتبين فى سهولة بعض الخصائص التى تميزت بها كتابات معاصريه، وكذلك صفات أدبية قدر لها أن تتفتح بعده فيما يتعلق بمشاكل الحياة اليومية فى قرنه، إلا أن الشدياق يعتبر مبدعا فى فن المقالة ومن أوائل دعاة الاصلاح التقدمى إن لم يكن أولهم، وليس من شك فى أن رجلا مثله جمع فى ذاته بين الرجل المحافظ والمراديكالى والرحالة واللغوى والعالم والصحفى إلا أنه يعتبر واحدا من أهم الشخصيات التى ظهرت فى مجال الأدب العربى فى القرن التاسع عشر.
[المصادر]
(١) م. عبود: صقر لبنان، بيروت ١٩٥٠.
(٢) البستانى: دائرة المعارف، جـ ١٠، ١٨٩٨.
(٣) داغى: مصادر الدراسة الأدبية جـ ٢، بيروت ١٩٥٦.
(٤) ب. مسعد: فارس الشدياق، بيروت ١٩٣٤.
(٥) م. نجم: أحمد فارس الشدياق، رسالة ماجستير من الجامعة الأمريكية فى بيروت، ١٩٤٨.
(٦) D. A. J. Arberry: Fresh Light on Ahmed Faris al-Shidyaqa, in IC (١٩٢٥), ١٥٥ - ٦٨