الغور اسمه ضياء الدين محمد وتلى ذلك موت غياث الدين بهرات سنة ٥٩٩ هـ (= ١٢٠٢ - ٣ م) وكان المرض قد اشتد به فى أخريات أيامه وأعجزه أى عمل كما أن معز الدين كان قد أضرب عن متابعة حملاته على الهند وشرع الانصراف شطر الغرب.
ويسير معز الدين بعد موت أخيه على النهج المألوف فى الأسرة الشنسبانية من حيث توزيع ولايات الامبراطورية المختلفة كهبات وإقطاعات للملوك الغوريين، فإذا كان قد احتفظ لنفسه بغزنة وجعلها عاصمة له فإنه أقام ضياء الدين فى فيروزكوه. وكان علاء الدين محمد يتأهب لاسترداد خراسان نظرا لكراهية أهلها للحكم الغورى فى الوقت الذى كان فيه -تبعا لما يقوله الجوينى- يصادر لجنده القمح الذى كان مخصصا لمشهد الامام الرضا بطوس وقد استطاع معز الدين فى سنة ٦٠١ هـ (= ١٢٠٤ م) أن يرد الشاه عن هرات ويخرجه منها بل وإن يطارده إلى خوارزم ومع ذلك فإن غرق الإقليم الخوارزمى بمياه الفيضان أوقف الجند عن التقدم واستطاع القراخطائيون حلفاء الخوارزميين أن يقضوا القضاء المبرم على جيش معز الدين فى ناحية يدعونها أندخوى "وهى واقعة على جيجون وإن استطاع السلطان النجاة بنفسه ولكن ضاعت كل خراسان فيما عدا هرات، وما كاد هذا العام ينصرم حتى اغتيل السلطان فى وادى السند إذ وثب عليه جاسوس اسماعيلى حين كان فى طريق عودته من حملة تأديبية ضد "الخوكر" سكان البنجاب.
نهاية الغوريين: لم يكد يمر عقد من الزمان حتى على موت معز الدين حتى كانت امبراطورية الغوريين قد تمزقت أوصالها إذا انتقلت لفترة قصيرة إلى أيدى شاهات خوارزم قيبل مجئ المغول وإلحاقهم النكبة بالعالم الإسلامى الشرقى. وكانت الجيوش الغورية تتألف من خليط من أهالى غور، ومشاة من الأفغان والغلمان الأتراك الذين كانوا قوام جماعة