للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروايته له كما عرف بدراسته لعلوم الروم ومات سنة ٣٩١ م (= ١٠٠١ م) وكان شغفه بالحديث الشريف سببا لميله إلى التصوف فقد صار مذكورا بأنه كان صديقا للصوفى الشبلى، وكذلك بموقفه من الحلاج، حين اتهم بالهرطقة، فقد شاع أن بين الاثنين مودة فى الباطن. وقد حفظ لنا ابن القفطى وكذلك ابن أبى أصيبعة رسائل لعلىٍّ هذا بعث بها إلى سنان بن ثابت الصابى، كما يذكر أن الرازى الفيلسوف وجه رسالة إلى علىّ تكشف عن اهتمامه به الكبير بتحسين أموال الصحة العامة، بل أنه أسس هو ذاته بيمارستانا فى حىّ "الحربية" من العاصمة، كما بنى مسجدًا فى أملاكه الخاصة وحفر بئرًا بمكة عرفت بالجرَّاحبّة (نسبة إليه)، وقناة بصنعاء وألف ثلاثة أو أربعة كتب ولكنها لا توجد اليوم.

[المصادر]

يمكن الرجوع إلى أهم المراجع العربية التى تناولته ومنها:

كتاب الأوراق للصولى، ومروج الذهب للمسعودى والولاة للكندى والفرج بعد الشدة للتنوخى، والوزراء لهلال الصابى والفهرست لابن النديم، والتكملة للهمذانى والمنتظم لابن الجوزى والإرشاد لياقوت ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزى.

مها سيّد معبد [هـ بوين H.Bowen]

علىّ بن عيسى الكحال

علىّ بن عيسى ويعرف بابن عيسى كحال العرب، وكتابه تذكرة الكحالين جدير باهتمام كبير منا من وجهة نظر تاريخ الحضارة، إذ هو أقدم كتاب عربى عن طب العيون، وقد وصل إلينا كاملًا وفى صورته الأصلية.

أما مؤلفه فيقال فيه تارة على بن عيسى وتارة أخرى عيسى بن علىّ، وإن كان لقولهم: علىّ بن عيسى التقدمة ونستفيد ذلك من إشارة واردة فى كتاب عيون الأنباء لابن أبى أصيبعة وكذلك من الاقتباسات الواردة فى مؤلفات الكُتّاب المتأخرين كالغافقى وخليفة بن أبى المحاسن، وترجع الاضطرابات فى حقيقة رسم اسمه إلى الخلط بينه وبين عالم عاش فى بلاط الخليفة المتوكل وهو عيسى بن علىّ