للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحميدي]

أبو عبد الله محمد بن أبى نصر فتوح ابن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل (١) الأزدي. ولد أبوه فى قرطبة بحى الرصافة ثم نزح إلى ميورقة ليعيش فيها. وفيها ولد الحميدي قبل عام ٤٢٠ هـ (١٠٢٩ م) ببضع سنين، ودرس فى الأندلس بإرشاد أبي عمر يوسف بن عبد البر وأبى محمد على بن أحمد بن حزم الظاهرى، وقد لازم الحميدى ابن حزم بصفة خاصة ثم شخص إلى المشرق عام ٤٤٨ هـ (١٠٥٦ م). ودرس فى خلال رحلاته الرسالة ومختصر المدونة على مؤلفهما الفقيه ابن أبي زيد. وزار القاهرة ومكة والمدينة والشام والعراق، واستقر ببغداد حيث توفى فى ليلة الثلاثاء ١٧ ذى الحجة سنة ٤٨٨ (١٧ - ١٨ ديسمبر ١٠٩٥ م) ودفن بمقبرة باب أبرز، ولكن رفاته نقلت فى صفر عام ٤٩١ هـ (يناير ١٠٩٨ م) إلى مقبرة باب حرب ووريت التراب بالقرب من قبر بشر الحافى.

ونذكر من شيوخه المشارقة أبا عبد الله بن أبي الفتح والمؤرخ أبا بكر الخطيب وأبا نصر بن ماكولا، ومن تلاميذه يوسف بن أيوب النهرانى ومحمد بن طرخان وشيخه أبا بكر الخطيب. وكان الحميدي فقيهًا ومحدثًا ومؤرخًا وأديبًا، ويعده معاصروه أوحد. زمانه لعلمه ودماثة خلقه. وكان ظاهريًا، ومن ثم عاش عيشة بسيطة ولم يكن له مطمع فى الحياة إلَّا العلم.

ولم يبق لنا من المؤلفات التى نسبها له كتاب سيرته إلَّا "جوهرة المقتبس فى ذكر ولاة الأندلس وأسماء رواة الحديث وأهل الفقه والأدب وذوى النباهة والشعر" وهو مخطوط في مكتبة بودليان (الفهرس، جـ ١، ص ٧٨٣).

المصادر:

(١) ابن بشكوال؛ الصلة، ص ٥٠٨، رقم ١١١٤.

(٢) الضبي: بغية الملتمس، ص ١١٣، رقم ٢٥٧.


(١) ورد بهذا الاسم فى ابن خلكان: الوفيات، طبعة القاهرة سنة ١٩١٠ هـ, جـ ١، ص ٤٨٥.