بمقدم المماليك السلطانية"، ويكون له (نائب) خصى مثله أيضًا.
ويبدو أنه لم يكن هناك فصل بين أولئك الخصيان الذين يخدمون فى المدارس وبين أولئك العسكريين منهم والكفاءات الإدارية ولا بينهم وبين أولئك الذين يخدمون فى الحريم أو فى المعاهد الدينية. على أنه يبدو أنهم لم يكونوا يقومون بأداء هذه الوظائف المختلفة فى وقت واحد.
والخصيان كجماعة كانوا أقوياء للغاية وكانوا أصحاب نفوذ تحت حكم سلاطين المماليك. وأعلى درجة يصل إليها الخصى فى دولة المماليك هى "أمير أربعين" بل أنه لا يصل إلى هذه الدرجة سوى شخص واحد خصى هو "مقدم المماليك السلطانية" على أنه لم يشذ عن هذا الوضع إلا فى فترة الإضطراب التى سادت فى السنوات التى تلت السلطنة الثالثة للناصر محمد ابن قلاوون، فقد استحوذ الخصيان مع جوارى القصر على سلطة لم يكن لها مثيل من قبل لكن هذا النوع من السلطة لم يستمر طويلًا؛ لأنه يُعد ضربة موجهة مضادة لمفاهيم المجتمع الإسلامى، فضلًا على أنه من الممكن أن يؤدى إلى هدم أسس النفوذ المملوكى.
[٤ - تكملة التدريب والعتق]
إذا أتم المملوك المدرسة وأنهى فترة تدريبية جرى عليه العتق ويتم ذلك فى احتفال عام يكون فى حضرة السلطان ويعرف باسم "خرج" يضم ما بين ١٥٠ إلى ٥٠٠ متخرج. ويتسلم كل واحد منهم شهادة إعتاقه وتسمى "عتاقة"، وهى التى تقرر فى نفس الوقت، صيرورته جنديا كامل الأهلية.
وحين يعتق المملوك، يكون على درجة جندى صغير. وبذلك تتساوى بداياتهم جميعًا، على أن لهم، فرصة حقيقية للترقى إلى أعلى الدرجات فى حالة إعتاق السلطان لهم وليس فى حالة إعتاق الأمير، خاصة إذا ما انتظم المملوك فى الحرس الخاص للسلطان (الخاصكية). ولم تكن هنالك مدارس لتدريب الضباط، فأولئك يرتقون من مرتبة الجندى العادى دون الحاجة لممارسته نوع خاص من التدريب.