(١) الجاحظ: الحيوان جزء ٢، ص ٣١٣, جزء ٣، ص ٤٠٩ - ٤٦٤.
(٢) الدميرى: حياة الحيوان (مادة غراب).
(٣) القزوينى: عجائب المخلوقات (مادة غراب).
محمد غريب [بيلاة Ch. Pellat]
[الغرابية]
هى فرقة من غلاة الشيعة يعتقد أصحابها أن عليا ومحمدا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كانا متشابهين جدا فى الملامح الجسدية حتى ليختلط الأمر على من يراهما، وهما بذلك مثل الغراب بالنسبة لأخيه الغراب (وهو تعبير يضرب على سبيل المثال لإظهار التشابه الشديد) ومن ثم فإن جبريل (عليه السلام) عندما كلفه اللَّه (سبحانه وتعالى) بأن يهبط بالوحى على علىّ، هبط به خطأ [والعياذ باللَّه] على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. وهم يقولون إن عليا هو الذى اجتباه اللَّه (سبحانه تعالى) ليكون نبيًا وأن محمدا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أصبح كذلك بطريق الخطأ. ويقول ابن حزم أن البعض يعتقد أن جبريل أخطأ بحسن نية -ويقول آخرون إنه انحرف وأخطأ عن عمد وأمطروه باللعنات لأنه مرتد، ويقول البغدادى إن المتشيعين لهذه الطائفة يحيى كل منهم الآخر بأن يلعن جبريل (والعياذ باللَّه) وقد جاء فى بيان الأديان (لأبى المعالى) أن اسم الغرابية جاء من اعتقادهم بأن عليا كان فى الجنة على هيئة غراب، ويذكر ابن قتيبة (فى كتابه المعارف) أن هذه واحدة من الطوائف القليلة التى ينسب أصلها إلى شخص.
ويقال إن أتباع هذه الطائفة قاموا فى القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) بثورة كبيرة فى "قم" معترضين على قرار للقاضى أبى سعيد الإصطخرى (المتوفى عام ٣٢٨ هـ/ ٩٤٠ م) بتقسيم الميراث مناصفة (بالتساوى) بين ابنة المتوفى وعمه. وطالبت الطائفة بأن يذهب الإرث كله إلى الابنة وأن يستبعد العم. . والسبب