برهان الدين أحمد، القاضي: والى سيواس، ومن أقدم شعراء آل عثمان الغنائيين. ولد في قيسارية عام ٧٤٥ هـ (١٣٤٤ م) من أسرة جلها من القضاة. وأتم دراسته في حلب ثم استقر بمدينة أرزنجان. ونشأت بينه وبين أمير هذا البلد صلة ودمتين وتزوج ابنته، ثم دب الخلاف بينهما فقتله برهان الدين ونصب نفسه مكانه، واستولى على سيواس وقيسارية وقاتل جيشا أنفذه إليه مماليك مصر عام ٧٨٩ هـ (١٣٨٧ م) ولكنه باء بالهزيمة.
وبعد عشر سنوات، أي في عام ٧٩٩ هـ (١٣٩٦ م) استعان بالجيوش المصرية على الخلاص من قبائل التركمان التي كانت تناوشه. ولقى برهان الدين حتفه عام ٧٩٩ أو ٨٠٠ أو ٨٠١ هـ (١٣٩٧ - ١٣٩٩ م) في نضاله مع قره عثمان المقلب بقره يولق من تركمان القطيع الأبيض. ويمكننا أن نستبعد رواية سعد الدين التي يزعم فيها أن قره عثمان لم يلتق بالقاضي برهان الدين إلا بعد فراره من وجه بايزيد الأول سلطان آل عثمان إلى جبال خربوط.
وصنف برهان الدين في الأصول، ونظم القصائد باللغات العربية والتركية والفارسية. وقد استطاع المتحف البريطانى الحصول على ديوانه عام ١٨٩٠ م. وهو مخطوط فريد نسخ عام ١٨٩٠ م. وأطراف أجزاء هذا الديوان هو مجموعة الرباعيات المعروفة بـ "تيوغ" وقد وزنت طبقا لعدد المقاطع وزنا مستقلا عن مقدارها (بارماق حسابى). والأثر الفارسي واضح فيها، ولكن لغتها قديمة وفيها كلمات كثيرة من اللغة التركية الشرقية.
ولا يزال قبر برهان الدين موجودا بسيواس وعليه العام المرجح لوفاته وهو ٧٩٩ هـ الموافق ١٣٩٧ م (انظر Girenard: المجلة الأسيوية، المجموعة التاسعة، المجلد ٢٧, عام ١٩٠١ م, ص ٥٥) وكذلك نجد في مدينة سيواس قبر ابنه محمَّد جلبى المتوفى ٧٩٣ م (١٣٩١ م) وقبر ابنته حبيبة الملقبة بسلجوق خاتون لأن جدة برهان الدين