وظل هذا القصر مكانا لإقامة حاكم المدينة كما ظل من أملاك بنى طاهر زمنا طويلا.
وكان عبد اللَّه بن طاهر رجلا واسع الثقافة مع حب شديد للعلم وتقدير لرجاله، ولما عقد الحوار المتعلق بمحاسن الثقافة العربية ضد الثقافة الفارسية (وهو الحوار الذى شغل أذهان مفكرى الإسلام تلك الأيام) ساند عبد اللَّه كل ما هو عربى مساندة شديدة، كما أنه كان مولعا بالموسيقى والشعر وناظما مرموقا، وكان يميل إلى أبى تمام صاحب الحماسة وإلى شعره حتى لقد نظم الشاعر فيه كثيرا من المدائح. ومات عبد اللَّه بن طاهر وهو فى الثامنة والأربعين من عمره بالخناق بعد أن ظل يعانيه ثلاثة أيام سويًا. وكانت وفاته يوم الاثنين الحادى عشر من ربيع الأول عام مائتين وثلاثين للهجرة (= ٢٦ نوفمبر ٨٤٤ م) كما يقول معظم المؤرخين. ولما مات خلفه من بعده -جريا على تقاليد الأسرة الطاهرية- ولده طاهر بن عبد اللَّه. وكانت الضرائب التى جبيت عند موته من الولايات التابعة له قد بلغت ثمانية وأربعين مليون درهم.
[المصادر]
(١) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك، طبعة M.J.De Goeje، ليدن ١٨٧٩ - ١٩٠١، الجزء الثالث، ص ١٠٤٤.
(٢) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، طبعة JuynboiI, الجزء الأول، ص ٦٠٠.
د. حسن حبشى [إ. مارين E.Marin]
عبد اللَّه بن عامر
هو عبد اللَّه بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموى والى البصرة، ولد بمكَّة عام ٤ هـ (٦٢٦ م) هو قرشى من عبد شمس ابن خال الخليفة عثمان بن عفان الذى استعمله عاملًا له على البصرة سنة ٢٩ هـ (٦٤٩/ ٥٠ م) خلفا لأبى موسى الأشعرى، فحارب فى فارس وأتم فتح هذه الولاية باستيلاء، على اصطخر وكرمان وزابلستان وسجستان، ثم تقدم سنة ٣٠ - ٣١ (٥٦١ م) فى خراسان واحتل الولاية