داخل إطار ضحل (غير عميق) والتجويف الجنوبى يؤلف بابًا حيث ينتهى به المنحدر ويفتح على سلم مستقيم فى بدايته ثم حلزونيا بعد ذلك حتى ينتهى عند قمة المئذنة، وعلى ضوء وجود ثمانية ثقوب شاهدها هرتزقلد فى هذه القمة يعتقد أنها ربما كانت تمثل جوسق صغير محمول على أعمدة خشبية.
جامع أبى دلف:(شكل ٢٥) يقع على بعد ١٥ كم تقريبًا من القسم الشمالى لمدينة الجعفرية التى أمر الخليفة المتوكل ببنائها لنفسه شمال مدينة سامرا فيما بين عامى ٢٤٥ - ٢٤٧ هـ/ ٨٥٩ - ٨٦١ م.
وهو جامع كبير مثل جامع سامرا إلا أنه أصغر منه إذ تبلغ مساحته الداخلية ٢١٣ م من الشمال إلى الجنوب و ١٣٥ م من الشرق إلى الغرب، وقد بنيت جدرانه الخارجية بالطوب اللبن ويبلغ سمكها حوالى ١.٦٠ م وتدعمها دعامات ساندة نصف دائرية، ويرتكز سقف الجامع على بائكات من الطوب تجرى من الشمال إلى الجنوب ومن الواضح أن ارتفاعها كان يبلغ حوالى ٨ م.
والحرم (أى مقدم الجامع) يتكون من ست عشرة بائكة تحصر فيما بينها سبعة عشر رواقا (بلاطة) عموديًا على جدار القبلة، وتتكون كل بائكة من خمسة عقود يبلغ اتساع فتحة كل عقد منها (أى بحر العقد) نحو ٣.١٣ م، وتمتد كل من البائكتين الخارجيتين (أى اللتين بطرفى بائكات الحرم وهما رقم ١ - ٢، ١٥، ١٦) إلى الشمال حتى تصل نهاية جدار الجامع (رواق المؤخر) من هذه الجهه، وهما بذلك يشكلان الرواقين الجانبيين لصحن الجامع ويبلغ عمق كل رواق منهما ١٤ م وبكل رواق بائكتان عموديتان على جدار القبلة، أما الرواق الشمالى (رواق المؤخر) فيشبه الرواق الجنوبى (أى مقدم الجامع) إلا أنه أقل عمقا منه حيث تتكون كل بائكة من ثلاثة عقود فقط.
أما مئذنة الجامع فتقع على بعد ٩.٦٠ م من الجدار الشمالى للجامع