قراقوش، هو بهاء الدين بن عبد اللَّه (ابن لأب مجهول) الأسدى (نسبة إلى أنه كان مملوكا لأسد الدين شيركوه) كان من ضباط الملك الناصر يوسف (صلاح الدين) أعتقه شيركوه وعينه أميرًا. وعند موت شيركوه عام ٥٦٤ هـ/ ١١٦٩ م كان قراقوش قد أصبح له دور بارز فى مجريات الأمور، وقيل إنه يرجع إليه الفضل وكذلك إلى القاضى عيسى الهكارى فى حمل الخليفة العاضد الفاطمى على تعيين صلاح الدين وزيرًا. وبعد إخماد حركة التمرد التى وقعت فى أعقاب وفاة العاضد بقيادة صاحبه الخصى مؤتمن الخلافة، عين قراقوش حاجبا فمكنته وظيفة الحجابة هذه من أن يصبح رقيبًا على أسرة الخليفة الراحل، وقيل إنه أدى مهمته بصرامة وحزم شديدين، وقد عهد إليه صلاح الدين ببناء قلعة القاهرة، كما قام بتوسيع أسوار المدينة لتشمل القاهرة والفسطاط معًا كما تم تكليفه فيما بعد بتحصين وسائل الدفاع عن مدينة عكا فلما سقطت المدينة عام ٥٨٧ هـ/ ١١٩١ م بعد استبسال دام ثمانية عشر شهرًا وقع هو فى الأسر، وفداه صلاح الدين بعد بضعة أشهر بعشرين ألف دينار.
وبعد وفاة صلاح الدين فى ٥٨٩ هـ/ ١١٩٣ م، دخل قراقوش فى خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين، وعين نائبًا للسلطان عند غيابه عن مصر. ولما أحس السلطان دنو أجله (٥٩٥ هـ/ ١١٩٩ م)، عين ابنه الملك المنصور كخليفة له فى الحكم وجعل قراقوش وصيًا عليه. فالتزم السلطان الصغير علىّ بوصية أبيه وعين قراقوش أتابكًا رغم كبر سنه فلم يبق قراقوش فى منصبه إلا فترة قصيرة أشد القصر كما هو الشأن مع أغلب الأمراء، إذ أعلن كبير كتاب الديوان ابن مماتى عدم صلاحية قراقوش للحكم بحجة أنه رجل طاعن فى السن أما مؤيدو قراقوش الذين رأوه أحق الناس بالوصاية فقد سألوا القاضى الفاضل مستشار صلاح الدين أن يمنحهم النصيحة، وكان القاضى الفاضل قد اعتزل الحياة السياسية إلا أنه لم يجبهم إلى ما سألوه وانتهى الأمر بالأمراء أن