سألوا الملك الأفضل عم المنصور أن يتولى هو الوصاية على الملك المنصور، ولانجد ذكرًا لقراقوش بعد الأحداث السابقة إلا مرة واحدة عندما أرسل السلطان العادل -الذى كان قد استولى على الحكم فى ٥٩٦ هـ/ ١٢٠٠ م- اثنين من أبناء أخيه للسجن فى بيت قراقوش الذى مات فى العام التالى.
ويلقى قراقوش كل الثناء من المؤرخين المعاصرين له مثل عماد الدين الكاتب الأصفهانى وكذلك من المؤرخين المتأخرين أمثال المقريزى وابن تغرى بردى ويصفونه بأنه كان أقدر رجل فى عصره. وكان محل تقدير هؤلاء المؤرخين بفضل جهوده البناءة فبالإضافة إلى العمائر التى ذكرت، يوجد أيضًا منزله ومضمار الخيل والكوبرى الذى أنشأه فى الجيزة، ويذكر أنه بناه من صخور بعض الأهرامات بممفيس، وخلال نفس الفترة اشتهر قراقوش بأن أصبح اسمه قرين البلاهة، فقد تضمّن كتاب "الفاشوش فى أحكام قراقوش" مجموعة من الآراء والأحكام السخيفة، وهذا الكتاب كما يقرر حاجى خليفة من عمل ابن مماتى السالف ذكره واعتمد كازانوفا فى دراسته القيمة على ثلاث مخطوطات هى:
١ - مخطوطة بالقاهرة وهى تحوى مختارات مختصرة من كتاب الفاشوش ومذكور فيها أن مؤلفه هو ابن مماتى.
٢ - مخطوطة باريسية وهى منسوبة خطأ إلى السيوطى، إذ أشير فى المقدمة إلى ابن تغرى بردى مع وجود خطأين فى اسمه الأول. وبالتالى فمن الصعب أن يكون السيوطى هو المؤلف.
٣ - مخطوطة بالقاهرة أحدث من الأولى وفيها يُنْعت قراقوش "بالسلطان" وقد زاد فيها عدد الأحكام وهذه الأحكام لا علاقة لها بشئون الدولة، ولكنها عبارة عن أحكام قضائية تقليدية وحكايات شائعة ومتداولة فى البلاد الأخرى.
لم يقم أحد بتحقيق جاد حول هذه القضية. وحاول كازانوفا أن يثبت أن العمل المذكور لم يكن إلا كتيبا هدفه الإساءة إلى قراقوش، كما يرى أن ابن