أو الجباوية: طريقة نسبت إلى صاحبها سعد الدين الجباوى؛ والجباوى نسبة إلى جبا "بين حوران ودمشق". وتختلف الروايات فى ذكر وفاة سعد الدين، فبعضها يقول إنه توفى سنة ٧٠٠ هـ وبعضها سنة ٧٣٦ هـ ومن الواضح أن الأخبار التى لدينا عنه تشوبها الأساطير وقد ذكر كتاب خلاصة الأثر (جـ ١، ص ٢٣) أن أباه هو الشيخ يونس الشيبانى، وكان رجلا صالحا ند سعد الدين فى شبابه عن طاعته، وتزعم طائفة من قطاع الطرق فى حوران. على أن اللَّه من عليه بفضل دعاء والده برؤيا كانتا السبب فى إصلاح حاله. يقول المصدر الذى نقل عنه ديبون وكوبولانى Depont and Coppolani إنه تقشف وأمعن فى الزهد وحج إلى مختلف المزارات بما فيها مكة، ثم رجع إلى الشام وأنشأ فى دمشق الطريقة المعروفة باسمه. وسلسلة هذه الطريقة: عن جنيد عن السرى السقطى عن معروف الكرخى حتى تصل إلى الأئمة من آل البيت.
وجاء فى كتاب "خلاصة الأثر" الذى ألفه المحبى المتوفى سنة ١٠٩٢ هـ أن بنى سعد الدين طائفة بالشام معروفون بالصلاح، وكانوا يذكرون فى حلقتهم بالجامع الأموى يوم الجمعة، وكانت لهم أيضًا زاوية بمحلة قبيبات ومن ثم عرف حفدة صاحب الطريقة باسم قبيباتى (جـ ١، ص ٣٣؛ جـ ٢، ص ٢٠٨). والظاهر أنه يستفاد من سيرة محمد المعروف بابن سعد الدين والذى أصبح شيخ الطائفة سنة ٩٨٦ هـ (المصدر نفسه، جـ ٤، ص ١٦٠) أن الطريقة بدأت بظهوره. ذلك أن هذه السيرة تروى كيف بدأ حياته تاجرا ثم اهتدى إلى الطريق بفضل كرامة من الكرامات. وهى تقرنه بأخ من إخوته، وتذكر أنهما اقتسما واجبات المشيخة فيما بينهما، ثم دب بينهما نزاع عائلى أدى إلى انفراد محمد بمشيخة الطائفة، فجمع بذلك ثروة طائلة وأصبح أوسع أهل دمشق نفوذا وسلطانا. وتوفى محمد سنة ١٠١٢ هـ وخلفه ابنه سعد الدين، توفى سعد الدين فى طريقه إلى الحج سنة ١٠٣٦.