بين فارس والدول الغربية، وتوفى عباس الثانى فى السادس والعشرين من شهر أكتوبر سنة ١٦٦٦، وخلفه ابنه الأكبر صفى الذى أحبط محاولة قام بها الأمراء لإقصائه عن العرش واتخذ اسم سليمان، وكان عاهلا مستنيرًا متسامحًا رحب بسفراء الدول الأوروبية بل بسفير روسيا الذى كانت عاداته تشمئز منها نفسه. وكان صفى معتل الصحة دائمًا، ولكنه ظل فى الحكم تسعًا وعشرين سنة، وتوفى سنة ١٦٩٤ فخلفه ابنه السلطان حسين، وهو أمير ضعيف سمح لرجال الدين بأن يديروا جميع شئون الدولة، وكان كل من يخرج على مذهب الدولة الشيعى، يضطهد. وقد أثارت هذه السياسة الخرقاء عداء الأفغان الذين كانوا يحتفظون بقندهار باسم ملك الفرس، ومن ثم فقد أعلن ميرويس والى تلك الولاية استقلاله سنة ١٧٠٩ م. وفى سنة ١٧٢٢ غزا محمود بن ميرويس بلاد فارس وحاصر إصفهان وأكره القحط المدينة على الاستسلام، وخلع محمود السلطان حسين عن عرش البلاد ولكنه توفى بعد ذلك بقليل. وفى سنة ١٧٢٩ طرد الأشرف، وهو أخو محمود وخليفته، من بلاد فارس وأقام نادر قلى طهماسب الثالث من الأسرة الصفوية على عرش البلاد، إلا أنه خلعه عن عرش البلاد بعد ذلك بقليل لأنه كان غير أهل للحكم ونادى بابنه، وكان لا يزال فى الشهر الثامن من عمره، ملكا على البلاد باسم عباس الثانى، إلا أن الطفل سرعان ما توفى بعد ذلك. وفى ٢٦ من فبراير سنة ١٧٣٧ اعتلى نادر شاه عرش البلاد فقضى بذلك على الأسرة الصفوية.
[المصادر]
(١) محمد محسن مستوفى: زبدة التواريخ، مخطوط.
(٢) History of Persia: Malcolm
(٣) E.G.Browne فى J.R.A.S عدد شهر يوليو سنة ١٩٢١، ص ٣٦٥ وما بعدها.