حمزة بن عبد المطلب: سيد الشهداء، وعم رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] وفضله يعرفه كل مسلم، أما أن يجهله الأب لامنس فلا يقدم فى ذلك ولا يؤخر، بل إنه يعرفه وينكره، وقد وصف الله فى القرآن أقواما مثله، كانوا من قبله، وكانوا فى عصر رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -]، يرونه ويجالسونه، فيقول الله فيهم {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} فماذا يزيد فى فضل حمزة أن يكون أخا لرسول الله فى الرضاع، وماذا ينقص من فضله أن لا يكون أخاه من الرضاع. وأفضل الصحابة - على الإطلاق - أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، ومع ذلك لم يكذب المسلمون - فى زعم الأب لامنس - فيدعوا أن واحدا من هؤلاء كان أخا لرسول الله فى الرضاع! ثم هذا الخبر فى أن حمزة أخو رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] فى الرضاع، هل جاء فى أثناء ذكر مناقب حمزة، فى سياق الرواية؟ كلا. كلا أنه إنما جاء عرضا، حين عرض على بن أبى طالب على رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] أن يتزوج بنت حمزة، فأجابه: "إنها ابنة أخى من الرضاعة، وأنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب". فقد جاء هذا فى سياق تقرير حكم شرعى يتعلق بالحل والحرمة يعلمهم رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] جعل الرضاع بمنزلة النسب، وحرم فيه من النكاح ما حرم من النسب، لم يذكر قط فى سياق مدح حمزة أو ذكر مناقبه. ويتضح من ذلك - أن الأب لامنس لم يستطع فهم معنى الحديث، فى أخوة حمزة من الرضاع، على معناه الدقيق الواضح الذى يعرفه كل مسلم، من عالم وجاهل. فظن أن هذا الخبر إنما يراد به إثبات صفة جديدة بقصد التمجيد، فكتب ما كتب. أحمد محمد شاكر