لحماية أنفسهم، أخذ زملاؤه فى التمرد عليه عهدا ألا يكون هناك تمييز بين مماليكه وبينهم وألا يعطى مماليكه سلطة عليهم، ولكن سرعان ما صار هذا الاتفاق أثرا بعد عين، وفى ذى القعدة عام ٦٩٦ هـ/ سبتمبر ١٢٩٧ م، عزل السلطان زميله فى التمرد قارا سنقر المنصورى من نيابة السلطنة وعين بدلا منه مملوكه مَنْكُوتُمر Mankutamur، وأثار سوء استخدام نائب السلطان الجديد لسطاته سخط الأمراء بالإضافة إلى الإصلاحات المالية التى قام بها السلطان حيث أعاد مسح الأرض كما أعاد توزيع الإقطاعيات فى مصر وذلك فى جمادى الأولى ورجب ٦٩٧ هـ/ مارس - إبريل ١٢٩٨ م للمرة الأولى منذ عصر صلاح الدين الأيوبى (٥٧٢ هـ/ ١١٧٦ م)، كما أعاد طوائف المنتفعين السابقة وهم الخاصة والأمراء والحلقة، ولكن فى الوقت الذى لم يتغير فيه التوزيع بالنسبة للخاصة، فقد دمج الفئتين الأخريين وأعطاهم نصيبا أقل، وبذلك حصل السلطان على فائض بعيدًا عن أنصبة الخاصية استخدمة فى زيادة جيشه، مما شكل تهديدا واضحا للأمراء، وفى خلال الأشهر التالية، وصل تذمرهم إلى حد التآمر، وفى ليلة ١١ من ربيع الثانى عام ٦٩٨ هـ/ مساء ١٦ يناير ١٢٩٩ م، اغتيل لاجين كما قتل منكوتمر، وبعد عدة أيام من الاضطرابات، أعيد الملك الناصر محمد إلى وضعه كسلطان اسمى.
[المصادر]
(١) أبو الفدات المختصر فى أخبار البشر، القاهرة ١٣٢٥ هـ/ ١٩٠٧ م، جزء ٤.
(٢) ابن الدوادارى: كنز الدرر وجامع الغرر، جزء ٨، فريبررج Fribarg ١٩٧١ م صفحة ٣٦٥ - ٨٣.
(٣) المقريزى، السلوك لمعرفة دول الملوك جزء ١/ ٣، القاهرة ١٩٧١ م. (ب. م. هولت P.M. Holy)
(٤) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، جـ ٨، القاهرة.
حسين أحمد عيسى [هولت P. M. Holt]
[لالى ديفرى]
أو "عصر زهرة التيوليب"؛ ويطلق على واحدة من أكثر الفترات فى