ثم تلى ذلك بنشاطه المحموم فى نشر شائعة الإفك. وكان خبره كزعيم للمنافقين معروفا ثم لا نجد له نشاطا ضد النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بعد هذا ولا نجده ضالعا لا فى التآمر ضده حتى وقعة تبوك فى السنة التاسعة للهجرة. وقد يقال إنه لم يشارك فى أحداث مسجد الضرار ويستدل على ذلك بأن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] شيع جنازته. وقد أظهر النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] صبرا عظيما نحوه. وكان لعبد اللَّه ابن أبى ولد هو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبى وعدة بنات حسن إسلامهم جميعا.
(٢) Wellhausen: Muhammed in Medina, Berlin ١٨٨٢, index
د. حسن حبشى [و. مونتجمرى وات W.Montgomery Watt]
عبد اللَّه بن بلجين
عبد اللَّه بن بُلجين بن باديس بن حبوس بن زيرى ثالث ملوك غرناطة وآخرهم من بنى زيرى البربر الصنهاجيين، ولد سنة ٤٤٧ م (١٠٥٦ م) وعين بعد موت أبيه بُلجين سيف الدولة (٤٥٦ هـ = ١٠٦٤ م) كوريث لجده باديس بن حبوس فخلفه على العرش بغرناطة بينما انتقل أخوه تميم المعز إلى حكم مالقة، وشهدت مملكته طوال حكمه سلسلة طويلة من الاضطرابات الداخلية والصراعات المسلحة مع جيرانه المسلمين، كما شهدت بضع اتفاقيات مع ألفونسو السادس ملك قشتالة. ولما تدخل المرابطون فى أسبانيا شارك فى وقعة الزلاقة وغيرها ولكن مفاوضاته مع الملك النصرانى سرعان ما كلفته عرشه فقد حاصره يوسف بن تاشفين فى عاصمته سنة ٨٤٣ هـ (١٠٩٠ م) وخُلع عن العرش ثم نفى إلى أغمات جنوب مراكش حيث أكره على قضاء بقية عمره هناك.
ولقد وضع عبد اللَّه مذكراته أثناء نفيه بمراكش وتوجد منها نسخة تكاد تكون كاملة عثر عليها ليفى بروفنسال فى مكتبة جامع القرويين وهى عبارة