يوم ١٦ رمضان ٤١٤ هـ (= ٢ ديسمبر ١٠٢٣ م) فى قرطبة، ولقب بالمستظهر باللَّه وكان طرير الشباب يوم استخلافه، ولكنه كان على جانب كبير من المواهب الأدبية فأحاط نفسه بطائفة من الرجال الذين اختارهم من أرفع طبقات المجتمع فى العاصمة أمثال الكاتب الكبير على بن حزم، لكن لم ينعم عبد الرحمن بن هشام المستظهر باللَّه بالسلطة إلا سبعة وأربعين يوما إذ ثار عليه العامة من أهل قرطبة وخلعوه، وأحلوا محله "محمد الثالث" الذى لقب بالمستكفى والذى كان أول عمل قام به هو القبض على المستظهر باللَّه وقتله يوم ٣ من ذى القعدة (= ١٧ من يناير ١٠٢٤ م).
[المصادر]
(١) Levi- Provincal: Histoire de l'Espagne musulmane, Leiden-Paris, II, ٣٣٤ - S
د. حسن حبشى [ليفى بروفنسال Levi-Provencal]
[عبد الرحمن فى حبيب الفهرى]
عبد الرحمن بن حبيب بن أبى عبيدة (أو عبده) الفهرى من نسل عقبة بن نافع أحد التابعين. كان والى أفريقية فى آخر أيام الخلافة الأموية وشارك -وهو لا يزال شابا- فى الحملات التى أرسلها أبوه حبيب ضد السوس ومراكش وصقلية، وقد قدر له أن ينجو من الهزيمة الساحقة التى أنزلها البربر بالقوات العربية سنة ١٢٣ هـ (= ٧٤١ م) والتى قتل فيها أبوه والوالى كلثوم بن إياد فعبر عبد الرحمن ابن حبيب البحر إلى أسبانيا لكنه رجع إلى أفريقية سنة ١٢٧ هـ (ت ٧٤٥ م) خوفًا على حياته، ثم ثار ضد واليها حنظلة بن صفوان الكلبى الذى لم يجد بدا من أن يذعن بعد عامين من المقاومة وأن يسلم السلطة إليه، فلما أصبح عبد الرحمن صاحب الأمر فى القيروان قضى على كثير من العصاة وخرج على رأس عدة حملات ضخمة فهاجم جزيرتى صقلية وسردينيا سنة ١٣٥ هـ (٧٥٢ م) ولم يصادف توليه السلطة مقاومة كبيرة لأن ذلك واكب سقوط