العاطر على الظاهر لحميد أخلاقه وخلاله، فقالوا إنه كان يخشى اللَّه، جوادًا , عادلا وديعا وقارنوه بالخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز الذى اشتهر بالتقوى ومع ذلك فلم يكن له فى ميدان السياسة شأن يذكر كما كان فى خلافته كشأنه قبل ولاية العرش خاضعًا لسلطان غيره ولم يحدث فى مجرى الأمور أثرًا يذكر.
[المصادر]
(١) ابن الأثير: الكامل، تورنبرغ، جـ ١٢، ص ٢٦، ٢٨٧ - ٢٨٩، ٢٩٨ وما بعدها
(٢) ابن الطقطقى: الفخرى، طبعة درنبورغ، ص ٤٤٣ - ٤٤٥.
(٣) Gesch. der Chalifen: Weil جـ ٣، ص ٤٥١ - ٤٣٥.
خورشيد [تسترشتين K.V.Zettersteen]
[الظاهر غازى]
الملك الأيوبى: الابن الثانى لصلاح الدين ولد سنة ٥٦٨ هـ (١١٧٢ - ١١٧٣ م) وولى اسما على حلب عقب غزوها على يد صلاح الدين فى أوائل سنة ٥٧٩ هـ (١١٨٣ م) على أن صلاح الدين أمر عليها أخاه العادل بعد ذلك ببضعة أشهر. ولم تمض ثلاث سنوات حتى ولى الظاهر نهائيا حكم حلب وعدة بلدان، فامتدت ولايته شمالا حتى حدود أرمينية، وشرقًا حتى نهر الفرات (عند منبج) وجنوبًا حتى ما يقرب من حماة، وبذلك وكل إليه حماية الحدود الشمالية من غارات الروم والأرمن والصليبيين. وقوى الظاهر الحصون وظلت حلب حصنًا من حصون الإسلام ومن أعظم الحواضر رخاء وازدهارًا فى عهد الأيوبيين. وفى الحروب التى نشبت مع الصليبيين ساعد الظاهر فى إخلاص أباه ثم أخاه الأفضل ثم عمه العادل وفى جمادى الآخرة سنة ٥٨٤ (أغسطس ١١٨٨) انتزع قلعة سرمين من الصليبيين، وأطلق سراح عدة مئات من الأسرى، وأمر بقتل كل من لم يستطع من السكان أداء الجزية ودمر التحصينات حتى سواها بالأرض وقد أظهر نشاطًا جمًا وأبدى شجاعة نادرة فى القتال الذى نشب من أجل عكا