الحاضر، جـ ٢، ص ٤٦٢ - ٤٦٣، هذه المادة). ط ٢ بيروت سنة ١٩٨٦.
حسن شكرى [أ، ريبين A.Rippin]
[مجاهد الموفق]
الموفق بن عبد اللَّه العمرى، أبو الجيش، (والى دانية) والجزائر الشرقية "البليار" من أوائل سنة ٤٠٥ هـ/ أواخر ١٠١٤ م حتى ٤٣٦ هـ/ ١٠٤٤ - ١٠٧٥ م.
كان مجاهد "عبدا"(صفة). صقلبيًا، تم شراؤه، وتحول إلى الإسلام واسمه الأبوى "ابن عبد اللَّه" يمثل شكلًا شبه قانونى، وهو ليس اسم أبيه الحقيقى)، وقد تلقى العلم على أيدى المنصور محمد بن أبى عامر الحاجب الأجل لهشام الثانى الأموى، وهو ثالث الخلفاء الأمويين فى الأندلس فى نهاية القرن الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى. دخل فى خدمة بنى عامر، ومن المحتمل أنه قد صار واليًا على دانية فى ظل حكم ابنى ابن أبى عامر الاثنين حوالى نهاية القرن الرابع الهجرى/ أوائل القرن الحادى عشر الميلادى.
وعند انهيار الدولة الأموية فى أعقاب موت ثالث العامريين فى سنة ٣٩٩/ ١٠٠٩ م، أقام مجاهد نفسه، مثل عدد من الآخرين، حاكما مستقلًا، وشيئًا فشيئًا وطد لنفسه دولة فى دانية، والجزائر الشرقية (البليار) على الساحل الشرقى لأسبانيا.
وفى غضون أشهر قليلة من بداية حكمه فيها، أقام خليفة من قِبَلِه، وهو من أقارب البيت الأموى من بعيد (والمطالب الأموى الوحيد بالخلافة فى أسبانيا، مع أنه لم يكن مصادفة من نسل عبد الرحمن الثالث - الناصر)، ويعرف بأنه المعطى مع لقب المنتصر باللَّه. وبعد أن تركه كمسئول صورى عن دانية، انطلق فى سنة ٤٠٦ هـ/ ١٠١٥ - ١٠١٦ م، إلى غزو سردينيا، ومع أنه نجح نجاحًا مبدئيًا، إلا أنه سرعان ما طرد من هناك على أيدى أسطول مشترك من بيزا وجنوة؛ بل حتى ترك ابنه (سلفه المحتمل)، عليًا، الذى عرف فيما بعد بإقبال الدولة، سجينا فى أيدى النصارى، حيث بقى هناك سنوات عديدة.