وبلال الحبشى، وخباب، وسلمان الفارسي وصهيب الرومى. ولا يفوتنا أن نذكر أن أبا هريرة كان من أكثرهم اتصالا بالنبي [- صلى الله عليه وسلم -]، ويقال إن سعد بن أبي وقاص، هو أحد الصحابة العشرة الذين كانوا أقرب الناس إلى النبي [- صلى الله عليه وسلم -]، حل بالصفة مرة.
ويقول كثير من المتكلمين إن ما ورد في القرآن (سورة البقرة آية ٢٧٣, ٢٧٤. وسورة الأنعام آية ٥٢، وسورة الكهف، آية ٢٨، وسورة الشورى، آية ٢٦) يشير إلى أهل الصفة.
وزاد احترام الناس لأهل الصُّفَّة بعد ووضعوهم فوق العشرة (انظر ما تقدم) وربما كان ذلك بسبب خطأ في الاشتقاق اللغوي، إذ اعتبروهم مؤسسي التصوف، على أن آخرين ذهبوا يؤكدون أن الإِسلام ساوى بين الناس جميعًا، واستندوا في تدعيم هذا الرأي إلى نصوص القرآن وقالوا إنه لا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى.
ومما تذكره عنهم الروايات أنهم سمعوا حديث النبي محمَّد صلى الله عليه وسلم مع ربه ليلة الإسراء، والإسراء كما نعلم حدث في مكة، وقد كتب عن أهل الصفة أبو نعيم الأصفهاني (المتوفى عام ٤٣٠ هـ = ١٠٣٨ م) في كتابه "حلية الأولياء (١) " وألف تقى الدين السبكي المتوفى عام ٧٥٦ هـ (١٣٥٥ م) كتابًا عنوانه "التحفة في الكلام على أهل الصفة" وكتب أبو عبد الرحمن السلمى كتاب "تاريخ أهل الصفة".
وقد أصبح اسم أهل الصفة يطلق فيما بعد على قوم متنقلين لا مأوى لهم.
[ريكندورف Reckendorf]
[أهل الكتاب]
يسمى محمَّد [- صلى الله عليه وسلم -](١) اليهود والنصارى بهذا الاسم تمييزا لهم عن عبدة الأوثان، وذلك لأن لهم كتبا منزلة هي التوراة والزبور والإنجيل، وهم وإن كانوا يتناقلونها مبدلة عن أصولها، إلا أن اعترافهم بها يجعل لهم مكانا ممتازا
(١) لقد سماهم الله من كتاب القرآن الكريم أهل الكتاب.