للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحينذاك التمس منه محمد بن مسلم بن قريش والى نصيبين أن يعينه على أخيه الذى كان تتش قد استعمله على الموصل وحينذاك تحالف كربغا مع محمد ولكنه ما لبث أن اغتاله بعد قليل بعد احتلاله نصيبين، ونهض لقتال الموصل التى تمكن على من اخضاعها بعد فرضه الحصار عليها مدة طويلة من الزمن (ذو القعدة ٤٨٩ هـ = اكتوبر نوفمبر ١٠٩٦ م) ولما تم له الاستيلاء على الموصل خلع أخاه المشاكس "التنتاش" واحتل "الرحلة" فلما كانت سنة ٤٩١ هـ (= ١٠٩٨ م) أرسله بركيا روق على رأس عسكر كثيف لاسترداد أنطاكية التى كان المسيحيون قد احتلوها منذ فترة قريبة. وفى خلال زحفه هذا قام بمحاصرة الرها التى كان النصارى قد اغتصبوها من أيدى المسلمين، لكنه اضطر لرفع الحصار عنها ثم ظهر بعد قليل أمام انطاكية. ولما قام المسيحيون بهجوم عنيف على محاصريهم أنزل بهم كربغا هزيمة نكراء على الرغم من تفوقهم العددى فى العسكر على من معه من الجند. ويقال إن مسلك كربغا أسهم فى الخسارة التى لحقت به، فقد كرَّه قواده فيه تعاليه وغطرسته وراحوا يتطلعون إلى فرصة للتخلى عنه.

وحدث فى أثناء المعركة بين بركياروق وأخيه محمد التى وقعت فى رجب ٤٩٢ هـ (= مايو/ يونيو ١١٠٠ م) والتى انتهت بهزيمة الأول أن كان كربغا على ميسرة بركياروق. فلما كانت السنة التالية ذهب إلى آذربيجان حيث تم له فتح معظم نواحيها, لكن حدث على مشارف مدينة خُوى Khoi أن مرض مرضا حال بينه وبين متابعة القتال، فمات فى ذى القعدة سنة ٤٩٢ (اغسطس/ سبتمبر ١١٠٢ م) بعد أن اختار "سنقرجه" خليفة له من بعده.

[المصادر]

(١) تاريخ أبى الفداء.

(٢) M. F. Sanaullah: The Decline of the Saljugid empire (Calcutta, ١٩٤٨), Basworth (in) Cab. Hist. of Iran

د. حسن حبشى [ى. ف. تسترشتين K. V. Zettersteen]