للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرستقراطية، الأمر الذى سهَّل بقائهم كجيل جديد من أجيال تلك الأرستقراطية وفى مصر العثمانية، إلا أن إختيار غالبية المماليك للأسماء الإسلامية كان عاملًا من أهم عوامل خلق المجتمع الذى إمتزجت فيه الصفات الموروثة بجيل النبلاء.

وهنالك مظهر آخر من مظاهر ذلك المجمتع وهى أن أعضاءه يتزوجون أساسًا من جوارى من بلادهم الأصلية أو من بنات المماليك كذلك فإن معظم محظياتهم كّن أيضًا من نفس المنطقة ولم يكن يستثنى، من هذا سوى الأماء السوداوات ولقد كان الزواج بين أمراء المماليك وبنات البلد نادرًا (أساسًا بنات كبار الموظفين، وكبار التجار والعلماء). وذلك يعنى أن الجوارى المستوردات من الأماكن التى كانت تشكل مصدرًا للرقيق العسكرى كن على الأقل كثيرات كثرة تماثل كثرة أعداد المماليك وقد كان الزواج بين أبناء المماليك وبنات البلد كثيرًا للغاية، وذلك يظهر وجهًا من وجوه مضاهاة النسل المملوكى فى التنظيم السكانى المحلى (*).

ولقد يتميز المماليك أيضًا بزيهم الخاص، الذى كان يعتبر أكثر إحتشاما من زى أى طبقة أخرى.

ومن حق المملوك تملك المماليك وهذا حق مقصور عليه نظريا (وإن كانت هنالك حالات كثيرة لمدنيين يمتلكون مماليك)، كذلك ركوب الخيل.

وكانت اللغة التركية هى اللغة المتداولة بينهم لأنه معرفة معظمهم العربية كانت سطحية للغاية، برغم أن المزيد من الدراسة ربما تغير ذلك الإنطباع إلى حد كبير. على أن وعيهم الإسلامى قوى للغاية. ويتضح ذلك من العديد من المبانى الدينية التى شيدوها.

ويشكل المماليك السلطانية العمود الفقرى لدولة سلاطين المماليك.

[المصادر]

(١) أبى شامة: مفرج الكروب فى أخبار بنى أيوب.

(٢) ابن إياس: بدائع الزهور منى وقائع الدهور.


(*) ظهر مثل هذا التحليل فى كتاب طريف مجهول المؤلف بعنوان تراث العبيد فى مصر المعاصرة - نشر المكتب العربى للمعارف بالقاهرة.