للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينقض هذا الرأى، جعل الباحثين الغربيين يقبلون من هذه الرواية عدة نقاط جوهرية منها أن القرآن الكريم كانعرفه اليوم -على الأقل- وفقا لترتيب سوره وآياته يعود إلى زمن عثمان رضى اللَّه عنه، وهذا لا يعنى بالتأكيد -على أية حال- أنه كان مرتبا على هذا النحو زمن محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، ويقبل معظم الباحثين الغربيين أيضًا أن زيدا لعب دورا ما فى إقامة establishing النص القرآنى العثمانى وإن كان من الصعب تحديد ماهية هذا الدور لكن روايات مختلفة تجعلنا نقدم بعض الاحتمالات (انظر كتاب بيرتون عن جمع القرآن الآنف ذكره) ويؤكد بيرتون أن روايتى جمع القرآن كلتاهما موضوعتان تماما وأن ورود اسم زيد بن ثابت فى كليهما وإسناد دور مهم له راجع إلى كونه كان أحد كتاب الوحى للرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وأنه كان شابا، كما أنه كان واحدًا من أواخر من ماتوا من الصحابة (توفى حوالى ٤٥ هـ/ ٦٦٥ م) وقد أثار بيرتون شكوكا خطيرة حول دور زيد فى إقامة establishing النص القرآنى وأظهر أن علمى الحديث والفقه ساعدا فى إيجاد روايات كثيرة عن جمع القرآن الكريم ولكنه -أى بيرتون- لم يرجح -على أية حال- أن الروايات المتعلقة بجمع القرآن الكريم وضعها فقهاء متأخرون ليؤكدوا أن النص النهائى للقرآن الكريم لم يظهر فى عهد عثمان بن عفان وإنما فى عهد محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (١).

[(ب) القراءات المختلفة ومصاحف الصحابة]

كان النص القرآنى الذى اعتمده عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه مجرد نص واحد بين نصوص أخرى وجدت خلال القرون الأربعة الأول للهجرة. والرأى العام أن عثمان أضفى الشرعية على النص القرآنى المتداول بين أهل المدينة المنورة باعتباره الأشد ارتباطا


(١) لم يكن زيد ولا غير زيد يمكنه العبث بالنص القرآنى لوجود عدد كبير من الحفاظ فى عهد عثمان، ووجود عدد كبير من الصحابة منهم عثمان نفسه كان من الحفاظ، وأثناء الفتنة الكبرى المعروفة لم يتهم أحد عثمان بوضع القرآن أو إضافة شئ له أو نقص شئ منه على كثرة ما كتب فى موضوع الفتنة الكبرى ومقتله رضى اللَّه عنه، أما أن شيئا من الروايات المتعلقة بجمع القرآن وضعت بعد ذلك فهذه مسألة خلافية). (المترجم)