الفلَّاتة هم الفولانى، ومع هذا فإن كلمة الفلَّاتة تستخدم فى السودان الشرقى (سودان وادى النيل) للدلالة على المهاجرين المسلمين من السودان الغربى خاصة القادمين من شمال نيجيريا. وقد حل مصطلح الفلَّاتة إلى حد كبير محل المصطلح الأقدم وهو (تكرور) أو (تكارنة)، وكان هذا المصطلح الأخير -بدوره- فضفاضا، ومن المحتمل أن يكون ذلك بعد الفتوحات التى قام بها الفولانى فى ظل دعوة عثمان دان فوديو. فالمهاجرون التكارنة أو الفلَّاتة كانوا -فى الأساس- يتخذون طريقهم للحج إلى (مكة المكرمة) وكانوا يصلون فى السودان النيلى (سودان وادى النيل أو السودان الشرقى) قبيل تأسيس السلطنة الإسلامية فى دارفور وودّاى Waddai (١) خلال القرن الحادى عشر للهجرة (السابع عشر للميلاد)، لكن عددًا كبيرا منهم كان يفضل الإقامة فى سودان وادى النيل، مفضلا ذلك على العودة للسودان الغربى وأحيانا عن مواصلة الرحلة للحج، وقد أسس التكرور (التكارنة) دولة عند منطقة الحدود السودانية الحبشية (منطقة القلَّابات) فى القرن الثامن عشر للميلاد، وكان على رأسها الشيخ ميرى الذى كان تابعا للحاكم التركى المصرى فى سنّار منذ ١٢٤٥ هـ/ ١٨٢٩ م.
ووجدت مستوطنات للفلَّاتة عند الطرف الجنوبى لجبل مرّة فى دارفور. وقد تزاوج بعض الفلاتة فى دارفور وكردفان مع قبائل البقّارة المحليين، وتعرّبوا وأصبحوا يشكلون الآن جزءا من التركيبة القبلية.
ويشكل المهاجرون الفلَّاتة فى فترة معينة أحدث عنصرا مهما فى القوى العاملة فى جمهورية السودان، ويعملون كخدم وعمال زراعيين لدى ملَّاك الأراضى فى منطقة الجزيرة فى مشروع زراعة القطن، وقد تناول هذا الموضوع سعد الدين فوزى فى كتابه الصادر فى لندن سنة ١٩٥٧ بعنوان:
The Labour movement in the Sudan, pp ٥ - ٨
(١) J.L.Burck Hardt: Travels in Nubia London ١٨١٩, ٩٠٦ - ١٤
د. عبد الرحمن الشيخ [أ. أرنالديز A. Aranldez]
(١) تكتبها المراجع العربية أحيانًا واداى. [المترجم]