(٥) Gescgichte der Arabischen Litteratur: Brockelmann جـ ٢، ص ١٧٣
صبحى [كرنكوف F Krenkow]
[السموأل]
ابن عاديا، أو السموأل بن غريض ابن عاديا وهو الأصح: شاعر عربى قال البعض أنه من أصل يهودى كان مقامه فى حصن الأبلق المنيع قرب تيماء. وكان السموأل معاصر لامرئ القيس، ونخلص من هذا إلى أن ذكره قد نبه بلا شك فى منتصف القرن السادس الميلادى. ويقال أن حفيدًا من أحفاده قد أسلم وامتد به العمر حتى طعن فى السنن وأدرك معاويه، وقلما نجد فى الروايات أثرًا يدل على أنه يهودى اللهم إلا اسمه، بل إنه ليعوزنا الدليل على أنه من أصل يهودى.
وقد جمع شيخو فى طبعته للديوان كل القصائد التى نسبت للسموأل. ولا نستطيع أن نقول بصحة الجزء الأكبر من القصائد القليلة التى نسبت إليه، ومن ذلك القصائد التى توحى إلى الذهن للوهلة الأولى أنها من نظم يهودى. أما بقية القصائد التى لا موجب للشك فى صحتهما، فقد خلت من آية إشارة إلى القول الذى لا يشك فيه، وهو أن السموأل كان يدين باليهودية. ذلك أنها أقرب ما تكون إلى روح الشعر العربي القديم وهى تدل فى قالبها ومادتها دلالة واضحة على أن السموأل كان قد أضحى كإخوانه فى الدين متشبعًا فى الظاهر بالمحيط العربي الذى يعيش فيه واحتذى فى الشعر القوالب العربية. وقد وصلت إلينا أيضًا قصائد نسبت إلى ابن السموأل وإلى حفيد من أحفاده.
ولا ترجع شهرة السموأل إلى شعره بقدر ما ترجع إلى صدقه فى الوفاء بالعهد الذى عاهد عليه خيفة امرئ القيس؛ حتى لقد ضرب بوفائه المثل فقيل "أوفى من السموأل" وتروى فى ذلك قصة يظهر أنها صحيحة فى أهم تفصيلاتها، وهى أن أمرئ القيس كان يعيش عيشة قلقه مليئة بالمغامرات فى سبيل أن يثأر لأبيه، وأنه فقد معظم أتباعه وهو يفر أمام المنذر ملك الحيرة، ولم يكن منه إلا أن فزع آخر الأمر إلى