كان من الصعب أن نحدد بدقة، عدد سكان المغرب قبل الاستقلال. وتعطى المحاولات الاحصائية التى تمت فى فترة الحماية تقديرات صحيحة لأهم أجزاء البلاد. وكان من المعتاد تقدير عدد السكان بحوالى ٥ مليون، عُشرهم (٥٠٠.٠٠٠ نسمة) مقيمون فى منطقة الحماية الأسبانية، ولكن إحصاء ١٩٥٠ و ١٩٥٢ م أعطانا الأرقام التالية: المنطقة الأسبانية، ١.٠١٠.١١٧ نسمة والمنطقة الفرنسية: ٨.٠٠٣.٩٨٥ منضافًا إليهم ٣٦٢.٨١٤ أوربيًا و ١٩٩.١٥٦ من اليهود بمجموع تقريبى ٩.٣٦٨.٧٠٢. وبعد سنوات قليلة، جرى إحصاء سنة ١٩٦٠ م، الذى وصل مجموع السكان إلى ١١.٦٢٦.٤٧٠ (٣٠ % منهم يسكنون المدن)، وعدد الفرنسيين ١٩٥.٠٠٠ والأسبان ١٢٥.٠٠٠. وفى سبتمبر ١٩٨٢ م، تجاوز عدد سكان المغرب العشرين مليون، منهم نسبة ٥٧.٣ % تسكن الريف. وتوزيع هؤلاء السكان يختلف بحسب الظروف الجغرافية. وأشد المناطق كثافة سكانية هى منطقة سهول المغرب الغربية بين سلسلة جبال جبالا فى الشمال وأطلس العليا فى الَجنوب. وتتناسب كثافة السكان طرديا مع خصوبة التربة. وتُمثل سكان هذه المنطقة خمس مجموع السكان الكلى. والمناطق الجبلية فى جبلة والريف وأطلس الوسطى ليست مناطق سكنية مزدحمة. أما عن منطقة الصحراء، خارج أحزمة الواحات فى وادى قير، ووادى زنير ووادى درعه، فهى منطقة قليلة السكان.
ب - عناصر السكان:
تتكون معظم عناصر سكان المغرب من البربر والعرب، والأول هم العنصر الأقدم والآخرون هم الفاتحون. أما عن البربر، فيبدون من جنس متجانس التكوين ذى أصول غامضة. أما العرب فهم الأقلية، ويصعب تتبع أصل انتمائهم العرقى القبلى، لكن العرب والبربر اختلطوا منذ الفتح الإسلامى، وتمازجوا بطرق سلمية أو حربية. ويسكن من يتكلمون العربية السهول غالبا أما من يتكلمون البربرية يسكنون الجبال غالبا.