للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان القزوينى بالإضافة لذلك عالم فلك وجغرافيًا وجيولوجيًا وعالم نبات وحيوان ومتخصصًا فى علم المعادن وعالم انثروبولوجيا وصفية. ونظرا لعلمه الغزير وثقافته الواسعة نجح فى توليف كل الحقائق المعروفة فى عصره عن العلوم سالفة الذكر وإن كان لم يأت بنظرية جديدة أو يرسى حقيقة جديدة. إن أكثر ما يميز القزوينى هو قدرته على رفع الكوزموغرافيا إلى نوع أدبى رفيع المستوى. وكذلك موهبته فى مجال التبسيط وجعل الشئ فى متناول مدارك الجمهور العريض، فضلا عن إدراكه أن المعرفة الواسعة يجب ألا تتعدى حدودا معينة حتى لا تثبط هذا الجمهور.

ويحظى القزوينى بتقدير عال من جانب بعض المستعربين المحدثين الذين يقارنونه فى بعض الأحيان بهيرودوت وبلينى، وإن كان البعض الآخر من العلماء يحكمون عليه بقسوة شديدة.

لقد مارس القزوينى تأثيرا كبيرا على الجغرافيين وعلماء الكوزموغرافيا فى الفترات اللاحقة له، وأصبح كتابه من بين أهم مصادر مؤلفين أتوا بعده مثل شمس الدين الدمشقى (المتوفى عام ٧٢٧ هـ/ ١٣٣٢ م) وأحمد بن حمدان الحراز وحمد اللَّه قزوينى (المتوفى حوالى ٧٥٠ هـ/ ١٣٤٩ م) الدميرى (المتوفى عام ٨٠٨ هـ/ ١٤٠٥ م) وابن الوردى (المتوفى فى ٨٦١ هـ/ ١٤٥٧ م) وآخرين حتى محمود بن سعيد السفاقوزى (المتوفى بعد عام ١٢٣٣ هـ/ ١٨١٨ م).

[المصادر]

(١) Al-Koywini: "Kosmogmaphie" I, ed. Wustenfelo, III - XII

(٢) M. Kowolska: "theSowices of al-Qagwini's Athar al-Bilad, in Folia Orientals (١٩٦٦), ٤١ - ٨٨

لبنى الريدى [ت. لوسكى T. Lewicki]

[القزوينى، نجم الدين]

نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم، فقيه شافعى ومتصوف توفى فى محرم ٦٦٥ هـ/ اكتوبر ١٢٦٦ م. من أهم مؤلفاته كتابه (الحاوى فى الفروع)