للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا حلب من دعم موقفها فى شمال سوريا لدرجة أنه فى عام (٦٤٨ هـ/ ١٢٥٥ م) دخل الملك الناصر دمشق التى ظلت عاصمة له بقية سنى حكمه.

وبعد أن أسقط المغول بغداد سنة (٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م) هجر الناصر دمشق وهرب إلى غزة حيث تحالف مع المماليك، أما مدن وسط وجنوب سوريا فخضعت للمغول، وبرغم انسحاب هولاكو إلى أذربيجان عند موت منجق فى أغسطس من عام ١٢٥٩ م فقد فقد الناصر أعصابه واستسلم للقائد المغولى فى سوريا كتبوقا، واقتيد إلى مرغا وهددوه أول الأمر، ولكن بوصول أخبار هزيمة المغول فى عين جالوت أعدم هو وكل ذكر من أولاده وأقاربه ماعدا ابنه العزيز محمد والأمراء الأيوبيين الموجودين آنذاك فى سوريا وحمص وحماه والكرك الذين أصبحوا دُمى فى يد المغول.

كان الناصر مشجعًا كبيرًا لفن العمارة الدينية إلا أنه لم يشيد شيئًا باسمه فى حلب، أما دمشق فقد شهدت معظم الانشاءات فى عهده -برغم الوضع المالى المتدهور- بما فيها المدرسة الداخلية فى شمال المسجد الأموى ومجمع ورباط ودار الحديث التى كانت أكبر صرح دينى مميز وجد فى عهد أى أمير أيوبى فى المدينة.

[المصادر]

(١) ابن واصل: مفرج الكروب فى أخبار بنى أيوب جـ ٤ و ٥ القاهرة ١٩٧٢.

(٢) أبو شامة: ذيل الروضتين، القاهرة ١٩٤٧ م.

(٣) سبط بن الجوزى: مرآة الزمان فى تاريخ الأعيان، حيدرآباد ١٩٥١ م.

د. يواقيم رزق [ر. س. همفريس R. S. Humphrys]

[الناصر بن علناس]

الناصر بن علناس أو غلناس كما ورد فى كتابات ابن عذارى.

وهو الحاكم الخامس فى أسرة بنى حماد، وقد تولى بعد ابن عمه بولوجين (بلكين) بن محمد فى عام ٤٥٤ هـ/ ١٠٦٢ م، وفترة حكمه تمثل الأوج لمملكة بنى حماد البربرية