مع رجال الأعمال، ومع ذويهم من عائلات العلماء، ومع الصفوة القائمة على مقاليد الحكم، وقد مكنهم ذلك من مواجهة السلطات الحاكمة منذ عهد القاجار، وكما حدث فى الثورة الإسلامية الإيرانية فى ١٩٧٨ - ١٩٧٩ م. وهم يمثلون الدعم الأكبر للعلماء المحافظين ولأنصار الثورة، سواء من خلال حزب اللَّه أو بصفتهم حراسا للثورة.
ورغم أنهم من ناحية المبدأ يمارسون سلطة رئاسية على من هم دونهم من العلماء إلا أنهم فى عهد القاجار كانوا يتعانون مع "الملاوات (جمع ملا) " الذين كان لهم شعبية كبيرة كوعاظ فى الجنازات الشيعية التى تحولت إلى مظاهرات سياسية. ورغم نقد المجتهدين اللاذع لأسلوب التدين من العوام، فإن أحد مظاهره الرئيسية (شعار كربلاء، أى الاستشهاد) قد استغل على نطاق واسع فى الثورة الإسلامية. وقد جعل الخُمينى المجتهدين يقمون له على الولاء وجعل الكثير منهم ينخرط فى ترويج أفكاره من خلال الخطب هذا وقد أفاد شباب المجتهدين فى المناطق الريفية كثيرًا من عودة المؤسسة الدينية الشيعية.
وقد انعكست سيطرة المجتهدين على الدوائر ذات النفوذ، وكذلك على نظرائهم أو أتباعهم فى سلسلة الألقاب الشرفية الرنانة التى أسبغت عليهم، والتى ليست بالضرورة معبرة عن درجة فى التدرج الهرمى. فقد لقب الشيخ كاشف الغطاء بشيخ المجتهدين، ثم لقب محمد باقر شافتى (المتوفى ١٢٦٠ هـ/ ١٨٤٤ م) بحجة الإسلام، والأنصارى خاتم المجتهدين. كما دخل لقب "مجدد" لديهم أسوة بالسنة. ولكن أكثر الألقاب مرتبة هو "آية اللَّه" و"مرجع التقليد"، أما "الإمام" فقد أعطى للخُمينى وموسى الصدر على أساس استثنائى صرف.
[المصادر]
(١) Sh Akhavi: Religion and politics Iran, New York in contemporary ١٩٣٠
(٢) H. Batatu: Shici oagnizations in Iraq Al-Dacwah al- Islamiyah and alMajahidin, In Sh, cism and social protest ١٩٨٦, ١٩٧ - ٢٠٠