حسين بن محمَّد الحسن، ولد بديار بكر، ثم استقر به المقام في مكة وتولى منصب القضاء فيها، وتوفي بعد عام ٨٩٢ هـ (١٥٧٤ م).
كان الديار بكري حنبليًا أو مالكيًا. ويقول حاجى خليفة ويتبعه فستنفلد إن الديار بكري الذي أتم مؤلفه "تاريخ الخميس" في الثامن من شعبان سنة ٩٤٠ هـ (٢٣ فبراير سنة ١٥٣٤ م) قد تُوفي سنة ٩٦٦ هـ (١٥٥٩ م). وقد جاء في النسخ المتعددة التي بقيت لنا من هذا الكتاب ذكر اعتلاء مراد الثالث عرش السلطنة العثمانية. ونحن نعرف أن هذا السلطان لم يكن قد اعتلى العرش حتَّى عام ٩٨٢ هـ (١٥٧٤ م) ونخلص من ذلك إلى أن الديار بكري لا يمكن أن يكون قد توفي قبل هذه السنة اللهم إلَّا إذا كان ذيل هذا الكتاب قد كتبه نساخ من نساخى كتابه.
وقد كتب الديار بكري المؤلفين الآتيين:
(١)"تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس"(وفي رواية بروكلمان: نفس نفيس؛ وفي رواية حاجى خليفة وإيوار: النفس النفيس). وهذا التاريخ سيرة للنبي [- صلى الله عليه وسلم -] أسهب فيها المؤلف إسهابًا, ولكنه حاول أن يزن مختلف الروايات ويميز الخبيث منها من الطيب. ثم أردف السيرة بتاريخ موجز للخلفاء حتَّى اعتلاء مراد الثالث عرش السلطنة العثمانية.
ويشمل تاريخ الديار بكري (أ) مقدمة في تجلى نور النبي [- صلى الله عليه وسلم -](ب) ثلاثة أركان، الأول يتضمن الحوادث التي وقعت بين مولد النبي [- صلى الله عليه وسلم -] والبعثة النبوية. والثاني يتضمن الحوادث من البعثة النبوية إلى الهجرة. والثالث من الهجرة إلى وفاة النبي [- صلى الله عليه وسلم -](جـ) الخاتمة، وهي تتناول الكلام على الخلفاء الأربعة الراشدين ثم على الأمويين ثم العباسيين ثم الدول الأخرى حتَّى اعتلاء السلطان مراد الثالث. وقد طبع تاريخ الديار بكري في القاهرة سنة ١٢٨٣ هـ وسنة ١٣٠٢ هـ.
وقد نشر أوتو فون بلاتن Otto Von Platen (برلين ١٨٣٧ م) مقتطفا من تاريخ الخميس وترجمة لهذا المقتطف