اسم أسرة من أقوى أسر الشرق في القرون الوسطى، حكمت مصر والشام واليمن، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أيوب بن شادى والد صلاح الدين، كان صلاح الدين هو المنشئ الحقيقي لهذه الدولة، وبعد وفاته تفرقت مملكته إلى عدة إمارات منفصل بعضها عن بعض، ثم أعيد جمع شملها إلى حين مرة أخرى في ظل ملك واسع الأرجاء.
وكان لهذه الأسرة عدة فروع متميزة: فرع ظل يحكم مصر حتى سنة ٦٥٠ هـ (١٢٥٢ م)؛ وآخر حكم دمشق وحلب إلى سنة ٦٥٨ هـ (١٢٦٠ م)؛ وثالث حكم بلاد الجزيرة إلى سنة ٦٤٣ هـ (١٢٤٥ م)؛ أما فرعها الرابع فحكم حماة إلى سنة ٧٤٢ هـ (١٣٤١ م) وبلاد اليمن إلى سنة ٦٢٥ - ٦٢٦ هـ (١٢٢٨ م). ويعد من فروع هذه الأسرة عادة أبناء شيركوه أخي أيوب رأس الأسرة وكانوا يحكمون حمص من سنة ٥٧٤ هـ (١١٧٨ م) إلى سنة ٦٦١ هـ (١٢٦٢ م).
كان شادى -أو شاذى- أبو صلاح الدين كرديا من مدينة دُويِن وهي بلد في أرمينية ولسنا نعرف شيئًا عن أسلافه وإن كان النسابة في بلاط الأيوبيين المتأخرين قالوا إنه ينتمى إلى أرومة عربية مجيدة.
وكان شادى قد هاجر إلى بغداد ومعه ولداه نجم الدين أيوب وأسد الدين شيركوه، وجعل مستحفظا لقلعة تكريت على نهر دجلة بفضل شفاعة واحد من أصدقائه كان له في بلاط السلاجقة نفوذ، وتوفى شادى في تكريت فخلفه أيوب، وتقول بعض الروايات إن هذا المنصب كان من أول الأمر من نصيب أيوب لا من نصيب أبيه.
وفي سنة ٥٢٦ هـ (١١٣٢ م) هزمت سلاجقة بغداد جيوش أتابك زنكى أمير الموصل بالقرب من تكريت، فساعده على النجاة أيوب وهو من أتباع خصم زنكى، ولم ترض بغداد بالطبع عن هذا العمل. وبعد أعوام قليلة من هذا الحادث قتل شيركوه أخو أيوب، واحدا من كبار الضباط لملاحاة بينهما فأصبح من العسير عليهما أن يقيما في بغداد. وولد صلاح الدين في تكريت سنة ٥٣٢ هـ (١١٣٧ -