وليس من المعروف إن كان ابن مماتى قد قام بجمع ونشر هذه الحكايات والنوادر خلال حياة قراقوش. ويشير ابن خلكان -وهو محق فيما يقول- إنه من المستحيل أن يحتل رجل بالأوصاف المذكورة فى هذه النوادر أعلى المناصب فى الدولة، كما أننا لا نعلم عن وجود ضغينة أو عداء بين ابن مماتى وقراقوش اللهم إلا اعتراض ابن مماتى على وصاية قراقوش على العرش عام ٥٩٥ هـ/ ١١٩٩ م بوصفه رجلًا مسنًا.
ويصف كتاب الحوليات من الفرنج قراقوش أنه كان رجلا متقدمًا فى السن، أثناء حصار عكا فى عام ٥٨٥/ ١١٨٩ م.
وتوجد ملحوظة لابن خلكان وهى أن نوادر ابن مماتى كان يقصد منها قراقوش الذى نكتب عنه.
المصادر: وردت فى المتن.
وائل البشير [م. سوبرنهيم M. Sobernheim]
[قراقوش، شرف الدين]
هو شرف الدين قراقوش الأرمنى المظفرى الناصرى المملوك الأرمنى. كان مملوكًا للمظفر تقى الدين ابن أخى صلاح الدين، وقد خرج على رأس حملات عسكرية على طرابلس وجنوب تونس، واحتل طرابلس وقابس وبلدان أخرى لفترات معينة. وكان الملك المظفر قد حملته مطامعه الشخصية على نبذ فكرة غزو أفريقية التى لم يكن الموحدون قد أحكموا قبضتهم عليها تماما، ولذلك أوكل هذه المهمة إلى مملوكه شرف الدين قراقوش، ومن الراجح جدًا أن وجدت هذه الفكرة تشجيعًا من جانب صلاح الدين، واستمرت هذه العمليات بدءًا من عام ٥٦٨ هـ/ ١١٧٢ م.
وفى أول الأمر، شن قراقوش عدة غارات (انظر أبو شامة، الروضتين، القاهرة ١٩٥٦ - ١٩٦٢ م, ص ٥٤٨) على برقة وطرابلس وأوجله ثم عاد إلى القاهرة حيث ألقى به فى السجن، ولكنه سرعان ما بدأ نشاطه مرة أخرى (٥٧٢ هـ/ ١١٧٦ - ١١٧٧ م)، فعاد