كعب بن الأشرف أحد خصوم النبى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بالمدينة، وهو ينسب من ناحية أمه إلى بنى النضير، وإن كان أبوه عربيًا من نبهان أحد فروع طيئ، وقد تهود كعب تبعا لعادة يهودية ورثها من أمه من اعتناق الابن ملة والدته. وتنعته بعض القصائد بسيد الأحبار. وقد غضب أشد الغضب حين علم بهلاك الكثيرين من أشراف مكة وكبار شيوخها وأولى الأمر فيها فى وقعة بدر فنزح إلى مكة واستغل مواهبه الشعرية (وكان ينعت بالفحل الفصيح) فى تحريض قريش على قتال المسلمين، ولما عاد إلى المدينة نظم أبياتا فاضحة تغزل فيها ببعض النساء المسلمات، فلما سأل النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] من يخلصه من هذا الرجل كعب بن الأشرف تقدم محمد بن مسلمة فجمع أربعة آخرين معه كان منهم أبو نائلة (سلكان) بن مسلمة -أخو كعب فى الرضاعة، وجاءوا إلى كعب وادعوا عنده أنهم قدموا مخاصمين محمدا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] واستدرجوا ابن الأشرف خارج أطمة فى ليلة مقمرة وفتكوا به رغم مقاومته الشديدة لهم. ويؤرخ الواقدى مصرعه بالرابع والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث للهجرة (٤ سبتمبر ٦٢٤ م). ولا تزال أطلال أطم كعب باقية حتى اليوم بالمدينة (راجع حميد اللَّه، غزوات النبى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]).
[المصادر]
(١) ابن هشام: السيرة تحقيق Wustenfeld جوتنجن ١٨٥٩ - ١٨٦٠ م.
(٢) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك تحقيق de Goeje ليدن ١٨٧٩ - ١٩٠١ م جـ ١.
د. حسن حبشى [مونتجمرى وات M. Watt]
[كعب بن زهير]
شاعر عربى معاصر للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وهو ابن زهير بن أبى سلمى يبدو أنه أثبت موهبته الشعرية فى مرحلة مبكرة من عمره؛ ولو أنه ينتمى إلى مزينة. وكان يعيش مع الزبيان وانغمس فى حروب قبيلته ضد طيئ وقريش والخزرج. وقد تحول أخوه بجير عن دينه قبل السنة السابقة من الهجرة،